كيف سيتم اكتشاف علاج فيروس كورونا (كوفيد-19) ومتى؟
للإطلاع على المقال على قناة اليوتيوب:
متى ستنتهي هذه الأزمة، متى سيزول هذا الوباء؟ هل سننجو؟ هل سيتم اكتشاف لقاح فيروس كورونا؟هل خلال ٢٠٢٠ أم سيستغرق مدة أكثر؟ كل هذه التساؤلات تدور بعقولنا ولكن لا نملك الإجابة حتى الآن!
العالم أجمع يتصارع لإيجاد اللقاح المناسب لفيروس كورونا، اقتراحات عدة تُلقى أمامنا ويتم العمل عليها؛ كبرى الشركات العالمية التنافسية والمشهورة بصناعة الأجهزة والتطبيقات، «Google» و «Apple»
تتعاونان الآن لتطوير برنامج ضخم يعمل على تتبع انتشار ڤيروس كورونا.
مراكز البحوث والمؤسسات المسؤولة عن مكافحة العدوى والجامعات يعملون في ضغط شديد لتوفير اللقاح المناسب في أسرع وقت ممكن.

نرشح لك: 6 جداول توضح تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي
ولكن أولًا ما هو اللقاح؟
اللقاح يحتوي على نفس الجراثيم التي تسبب لك المرض! مثلًا لقاح الحصبة يحتوي على فيروس الحصبة، ولكن تم قتل ذلك الفيروس لدرجة أنك لا تتأثر به، وبعض اللقاحات الأخرى تحتوي على جزء فقط من جرثومة المرض، عندما تأخذ اللقاح، يبدأ بتحفيز جهازك المناعي لإنتاج الأجسام المضادة تمامًا كما لو أنك تعرضت للمرض، ثم تتطور لديك مناعة ضده دون الحاجة إلى الإصابة به، فاللقاح عكس الدواء، الدواء يعالج لكن اللقاح يمنع الإصابة من البداية.
مهلًا ولكننا ننتظر العلاج لهذا المرض اللعين لا الوقاية؛ فقد حل بالجميع!
نعم، فهذا هو لقاح الوقاية والذي ينتظره من لم يفتك به هذا الوباء بعد، ولكن يعمل الباحثون أيضًا على لقاحات من نوع آخر وهي اللقاحات العلاجية.
اللقاحات العلاجية لها القدرة على اقتلاع المرض جذريًّا كما أنها يمكن أن تكون فعالة في العديد من الأمراض مثل الإيدز، والزهايمر، والسرطان.
نحن في مفترق طرق رائع في تطوير اللقاحات العلاجية، هكذا يقول «هيلدجوند سي جيه أرتل» رئيس برنامج المناعة في معهد «وسيتار» بجامعة بنسلفانيا. ولكن حتى الآن لا نملك واحدة فقد قال «ريتشارد واسرمان» أستاذ دكتور بجامعة تكساس في دالاس: أتذكر عندما تم تطوير اللقاحات العلاجية لأول مرة لسرطان الجلد في الستينات ولكن بعد أربعين سنة، ما زلنا لا نملك واحدة.

إقرأ أيضًا: عندما تُقدم (التضحية بأرواح الملايين) تحت مسمي مناعة القطيع!
كيف تعمل اللقاحات العلاجية؟
تعمل من خلال مساعدة الجهاز المناعي لديك على تطوير مناعة ضد شكل ضعيف أو ميِت من الجراثيم كمحاكاة؛ فعندما تتلامس مع الجراثيم الحية، عندها يكون جهازك المناعي قد تعلم محاربتها.
ولكن للأسف حتى الآن في بعض الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية والسرطان، يفشل الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا الدخيلة فتتمكن من القضاء عليه قبل أن يبدأ المحاربة.
كيف يعتمد أي لقاح؟ ولماذا يستغرق كل هذا الوقت حتى يظهر؟
يمر اللقاح بسبع مراحل وهم:
- المرحلة الاستكشافية
- مرحلة ما قبل السريرية
- التطور السريري
- المراجعة
- والموافقة التنظيمية
- التصنيع
- وأخيرًا مرحلة الرقابة للجودة.
بمجرد قبول الفكرة وحتى مرحلة التطور السريري، تأتي ثلاث مراحل، حيث في البداية تتلقى مجموعة صغيرة من الأشخاص اللقاح التجريبي، ثم يتم توسيع الدراسة السريرية ويتم إعطاء اللقاح طبقًا لمجموعة من الخصائص مثل (العمر والصحة البدنية)، وفي المرحلة الأخيرة، تتم التجربة على آلاف من الأشخاص.
هذه الأخيرة وليست الآخرة، فمن بعد هذه المرحلة تأتي مراحل أخرى والتي تمتد من التطوير وحتى الترخيص والتصريح بالاستخدام. حيث يتم طلب ترخيص بيولوجي من الجهة المقدمة للقاح، كما يتم فحص المنشأة الصناعية، تقديم نتائج الاختبارات لكل دفعة لقاح، عمليات تفتيش دورية للمؤسسة.
بعد الانتهاء من اعتماد اللقاح، يأتي دور تتبع الآثار الجانبية من قبل برنامج مختص بنظام الإبلاغ عن الأعراضِ الجانبيةِ للّقاحات، وهو برنامج وطني لمراقبة سلامة اللقاحات برعاية مشتركة من إدارة الغذاء والدواء ومركز السيطرة على الأمراض، حيث يتم تجميع التقارير من جميع الأفراد المعنيين (المرضى والآباء ومقدمي الرعاية الصحية من أطباء وصيادلة إلى شركات تصنيع اللقاحات).

هكذا يتم اكتشاف علاج للأمراض، لكن المهم الآن متى سيصل إلينا علاج فيروس كورونا؟
في سباق لقاح فيروس كورونا، مجموعة اوكسفورد تقفز إلى الأمام حيث يستعد العلماء في معهد جينر للتجارب السريرية الجماعية، وكانت نتيجة الاختبارات عندما تمت تجربة اللقاحات فعالة على القرود.
البروفيسور «أدريان هيل» مدير معهد جينر في أكسفورد أكد أن فريقه يعمل على إنتاج لقاح لفيروس كورونا، وأنهم تعدوا المرحلة الأولى وذلك لأنهم أثبتوا في تجارب سابقة أن التطعيمات المماثلة العام الماضي ضد فيروس كورونا كانت غير ضارة بالبشر، وقد مكنهم ذلك من القفز للأمام وتحديد مواعيد اختبار اللقاحات الذي يضم أكثر من 6000 شخص بحلول الشهر المقبل على أمل النجاح.

كما يقول علماء أكسفورد أنه بموافقة طارئة من المنظمين، يمكن أن تتوافر الجرعات القليلة الأولى من لقاحهم بحلول سبتمبر قبل عدة أشهر على الأقل من أي من الجهود المعلنة الأخرى إذا أثبتت فعاليتها.
والسؤال الذي يهمنا متى سيصل إلينا اللقاح وهل سيصل إلينا أولًا؟
حتى الآن لا يوجد لقاح يمكن استخدامه علاجًا لمرض كوفيد-19 يوجد العديد من الطرق لعمل لقاح منها الطرق التقليدية والتي تعمل عن طريق حقن أجزاء من الغلاف البروتيني للفيروس داخل جسم الإنسان، ولكن انتظار اختبار الاستجابة المناعية له سيستغرق العديد من السنوات لأن العلماء بحاجة إلى تطوير البروتين والتأكد من أنه آمن.
لذلك الأبحاث تعمل على طريقة مختلفة وهي نسخ جزء صغير من شفرة الجين الوراثية للفيروس، وحقنه في الإنسان، والذي بدوره يقوم بتكوين البروتين الكامل للفيروس والذي نأمل أن يسبب إثارة للجهاز المناعي، ومن الجيد أنه سيأخذ القليل من الأشهر فقط حتى تظهر نتيجته
ولكن مرة أخرى نحن نعمل على جزء مجهول وغير مؤكد بناءً على العديد من الإحصائيات، فإن بمقدورنا الحصول على لقاح جديد بعد إجراء العديد من التجارب على البشر بحلول العام القادم، ولكنه سيأخذ مدة أطول حتى يصل إلى الملايين من الناس.
فمن سيحصل عليه أولًا؟
مثلما حدث في الأنفلونزا عام 2009، عندما تم تصنيعه في أستراليا والتي حصلت عليه أولًا بالفعل فإنه يحدث الآن، فقد طلب دونالد ترامب من ألمانيا أن يحصل على اللقاح أولًا ولكن ألمانيا رفضت، لكن منظمة الصحة العالمية كان لها رأي آخر في السنوات السابقة، فقد وضعت قواعد بأن من يحتاجه بشدة هو من يحصل عليه أولًا، أي البلاد الغارقة بالوباء..
الطلب عليه كثير، هل سيكون باهظ الثمن؟
لكي يتم إيجاد اللقاح فإنه أمر مكلف جدًّا، يتوقع أنه سيتكلف حوالي 2 بليون دولار حتى يتم تصنيعه.
بيل جيتس يقول أنه سوف نجعله رخيصًا وفي متناول الجميع على قدر المستطاع ولكن من المؤكد أنه لا بد من شرائه، فإنه من غير الممكن وجوده مجانيًّا.

حتى الآن، لا يوجد بين أيدينا دليل قاطع على لقاح ما ولا نعرف متى فهي مجرد توقعات! لذا يجب الحرص الشديد حتى يحين موعد ظهور اللقاح حتى نحافظ على حياتنا وحياة من نُحب. والآن هل تستطيع أن تتخيل صورة العالم بعد زوال الوباء؟