السؤال المهم: لماذا طريقة برايل مهددة، وهل سيحدث مشكلة إذا اختفت؟

Comments 0
عنوان المقال The Big Question: Why is Braille under threat, and would it really matter if it died out?
الكاتب Jeremy Laurance
تاريخ النشر6/1/ 2019
الموقع Independent

لماذا نسأل هذا السؤال الآن؟

إن هذا الأسبوع هو الذكرى ال 200 لميلاد لويس برايل في يوم 4 يناير 1809، وكان هو مخترع نظام الحروف البارزة من النوع الذي يستخدمه المكفوفون وضعاف البصر الآن في جميع أنحاء العالم للقراءة والكتابة ،  وتُرجمت نصوص من كل اللغات المعروفة تقريبًا إلى لغة برايل من الألبانية إلى الزولو.

إذًا ما المشكلة؟

إن طريقة برايل معرضة للخطر بسبب التكنولوجيا الحديثة مثل أجهزة التعرف على الصوت وأجهزة الكمبيوتر الناطقة التي تستطيع “قراءة” النص، كذلك فإنها لا تُدرَّس على نطاق واسع في المدارس، ولا تحظى بشعبية بين أولياء أمور المكفوفين من الأطفال، وغالبًا لا تملك إدارات الخدمات الاجتماعية الميزانية لمساعدة البالغين منهم على التعلم. إن الخوف يكمن في أن تصبح طريقة برايل غير مطلوبة إذا لم يكن هناك حملة لإنقاذها.

لماذا هذا مهم؟

كلما كنت كفيفًا، وكلما طالت مدة العمى، كانت طريقة برايل أساسية، إذ يشبِّه الخبراء اختراع طريقة برايل للمكفوفين باختراع الصحافة المطبوعة للمبصرين. ورغم أن أجهزة الكمبيوتر والإنترنت الآن هي اختيار الملايين من القراء المبصرين، فلم يستغْنِ أحدهم عن الورقة والقلم بعد. ومن بين نصف مليون شخص في المملكة المتحدة، المسجَّلين (أو الممكن تسجيلهم) بوصفهم مكفوفين، فحوالي 50000 منهم ليس لديهم بديل عن برايل، إذ أن نظرهم ضعيف للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون التعامل مع الكتب ذات الطباعة الكبيرة. ومن بين هؤلاء يُقدَّر عدد المستخدمين الحاليين لـ “برايل” بحوالي 18000 مستخدم.

متى اخترعها لويس برايل؟

في عشرينيات القرن التاسع عشر، عندما كان لويس في الخامسة عشر فقط، أُصيب الصغير بالعمى الجزئي عقب إصابة في إحدى عينيه عندما كان يلعب بأدوات ورشة والده. بعد ذلك، انتقلت العدوى إلى العين الثانية من الأولى وعانى لويس من العمى الكلي. وكان والده يعمل صانعَ سروج في القرية وعاشت الأسرة في مدينة كوبفري الصغيرة بالقرب من باريس. لم تكن حالهم ميسورة، ولكن أحد ملاك الأراضي المحليين أدرك أن لويس كان ذكيًّا ورتب له منحة دراسية للالتحاق بإحدى المدارس الأولى للمكفوفين في العالم، وهو المعهد الوطني للمكفوفين في باريس.

كتاب مكتوب بطريقة برايل

من أين جاء برايل بالفكرة؟

في عام 1821، بينما كان برايل تلميذًا في المدرسة، حضر محاضرة ألقاها شارل باربييه، القائد في جيش نابليون، والذي شرح نظام “الكتابة الليلية”. وبالاعتماد على اللمس، فإنها استخدمت هذه الطريقة نظامًا مشفرًا للنقاط البارزة لإرسال واستقبال الرسائل في الليل بدون التحدث أو استخدام الضوء. وقد طُوِّرت بأمر من نابليون، فقد أراد طريقة يتواصل بها جنوده دون لفت انتباه العدو.

ماذا كانت المشكلة في “الكتابة الليلية”؟

كانت بالغة التعقيد على أن يتعلمها الجنود ورفضها الجيش، ولكن لويس أدرك بسرعة أهميتها للمكفوفين. وكان فشلها الرئيسي في أنها لا تستطيع ضم كل الرموز بدون تحريك الإصبع، لذلك كان من المستحيل التحرك بسرعة من رمز إلى الذي يليه. فبدأ لويس بتطويرها إلى النظام المألوف الآن من النتوءات، باستخدام ست نقاط لتمثيل الأبجدية.

كيف تعمل برايل؟

تصطف النقاط الست في عمودين، في كلٍّ منهما ثلاث نقاط، والتي قد تكون بارزة أو مسطحة، وينتج عنها 63 مجموعة تُستخدم لتمثيل الحروف الأبجدية وعلامات الترقيم. وتُقرأ برايل من خلال تمرير الأصابع على كل حرف- وتكمن الفائدة الرئيسية من ذلك في إمكانية قراءة كل حرف باستخدام طرف إصبع واحد دون إعادة تحديد موضعه.

أما طريقة برايل الأكثر صعوبة، التي يستخدمها المستخدمون ذوو الخبرة، فهي عبارة عن شكل من أشكال الاختزال تُدمَج فيها مجموعات الحروف في رمز واحد. فيُمكن لقارئ برايل بكلتيْ يديه قراءة 115 كلمة في الدقيقة مقارنة بمتوسط 250 كلمة في الدقيقة للقارئ المبصر.

ما مشكلتها الرئيسية؟

طوال تاريخها تقريبًا كان من الصعب على المبصرين استخدامها، وهذا هو السبب في أنها مهددة بالانتهاء. وكان هناك دائمًا تطور تكنولوجي قاب قوسين أو أدنى من شأنه أن يجعلها عديمة الفائدة. وعندما توفى برايل عام 1852 عن عمر يناهز 43، كاد أن يضيع اختراعه، لولا تصميم الطبيب البربطاني، توماس أرميتاج، الذي ساعده مع مجموعة من أربعة رجال مكفوفين على تأسيس الجمعية البريطانية والأجنبية لتطوير الأدب المنقوش للمكفوفين، وأصبحت المنظمة فيما بعد المعهد الوطني الملكي للمكفوفين.

هل تصبح برايل أكثر انتشارًا؟

أجل، بالرغم من إتاحة الكتب في صيغة سمعية، فلا يوجد بديل لبرايل بالنسبة للمكفوفين الذين يريدون قراءة قائمة طعام أو غناء أنشودة أو تدوين رقم هاتف أو إلقاء خطاب. وبناءً على التشريع المناهض للتمييز، تدرك المنظمات الكبيرة باطراد الحاجة إلى توفير ترجمات بطريقة برايل في المصاعد وفي قوائم الطعام وغرف الفنادق والبيانات المصرفية.

ماذا عن المدارس؟

يُدمج الأطفال المكفوفين بتزايد في المدارس العادية التي تعتبر أفضل لتطورهم من أن يكونوا معزولين في مدارس المكفوفين، ولكن الخبرة المقدمة في مدارس المكفوفين لم تكن قد نٌقلت دائمًا معهم. بالإضافة إلى ذلك، يعارض بعض أولياء الأمور تدريس برايل لأطفالهم بسبب أن القراءة باليدين تبدو غريبة ويخشون أن يُوصم أطفالهم، والعديد منهم يفضل استخدام الكتب الكبيرة الطباعة لأنهم حتى لو أنهم سيعانون فإنهم على الأقل سيبدون “طبيعيين”.

من أشهر مستخدم لطريقة برايل؟

أشهرهم هو وزير العمل السابق ديفيد بلانكيت، فقد وصف لصحيفة بي بي سي أمس الصعوبة التي واجهته تعلم برايل وهو طفل في خمسينيات القرن الماضي- وهي أنه كان يجب كتابتها في تلك الأيام من اليمين إلى اليسار بحيث عندما تُقلَب الورقة التي وُضِعت الثقوب عليها يُقرَأ الكلام اعتياديًّا من اليسار إلى اليمين. ورغم الصعوبات قال بلانكيت إنها “محرِّرة” إذ أنها في النهاية أدت به إلى واحد من أعلى المناصب في البلد. واليوم هو يواجه تحديًا جديدًا- فأطراف أصابعه التي أصيبت بحروق بسبب الطهي وتضررت من الاستخدام الشاق في الحديقة فقدت حساسيتها، وقال: “لكن مازالت أحرث”.

صورة لطريقة برايل

هل سمحت له حالته بإلقاء الخُطَب؟

هو يعتقد ذلك- فقد أجبرته على الاستعانة بالملاحظات بدلًا من قراءة نسخة مكتوبة. إنه يعترف بأنه وجد أن قراءة التصريحات من صندوق الإرسال مشقة لأنه كان يجب إلقاؤها حرفيًّا- ولكن إلقاء خطاب كان مسألة مختلفة، فقد ساعدته برايل في إتقان فن الخطابة.

هل كُرم برايل على اختراعه؟

ليس حتى 100 عام بعد وفاته، فقد قضى حياته في المعهد، يدرس برايل للطلاب ويترجم الكتب. ولكن عندما توفي- بسبب السُل في العشرينات من عمره، الذي تفاقم تقريبًا بسبب الظروف المعيشية الرديئة والكئيبة- ولم يكن لديه أي فكرة أن لغة برايل ستُستخدم في جميع أنحاء العالم. وفي 1952، عُرِف إنجازه أخيرًا، فقد استخرجت جثتَه الحكومةُ الفرنسية وأُعيد دفنها في البانتيون في باريس، ومنذ ذلك الحين يُحتفل به بطلًا لجميع المكفوفين.

هل من المهم أن تظل برايل حية؟

أجل

  1. إنها وسيلة لا يمكن استبدالها للمصابين بالعمى الكلي.
  2. هناك حوالي 50000 شخص في بريطانيا لا يملكون بديلًا عن برايل، وغيرهم الكثير في جميع أنحاء العالم.
  3. لقراءة قائمة طعام وتشغيل مصعد والعثور على الأشياء في غرفة فندق، ليس هناك بديل.

لا

  • لا يمكن استخدامها للتواصل أو للتفاهم بين أغلب المبصرين.
  • أجهزة الكمبيوتر في تطور مستمر في ترجمة الكلمة المنطوقة إلى نص والعكس صحيح.
  • قلق الآباء من أن يعيَّر أطفالهم الذين يقرأون بأصابعهم.