ڤيروس كورونا الجديد | الإنسان عدو نفسه أحيانًا، بالجهل أو بالفضول!
ما بين عام 2002 و 2003 ظهر مرض جديد يهدد حياة الإنسان وهو المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة أو ما يعرف بالسارس، والذي تسبب تبعًا لمنظمة الصحة العالمية في موت 774 إنسانًا في 17 دولة! الڤيروس المسبب له يندرج تحت عائلة الفيروسات الآكليلية أو ڤيروسات الكورونا، وترجع تسميتها إلى شكلها تحت الميكروسكوب والذي يشبه إلى حد كبير التاج أو الإكليل.
ظهر السارس في الصين تحديدًا جنوب الصين، واعتقد العلماء أن منشأ الڤيروس قد يكون الخفافيش أو قطط الزباد أو ال civets
وهو نوع من القطط منشأه آسيا وإفريقيا، انتقال الڤيروس من الحيوان للإنسان لم يكن صعبًا، فبعض الناس في الصين كانوا يأكلون بالفعل هذا النوع من القطط البرية، لاعتقادهم أن أكل الحيوانات البرية يزيد من قوة وحيوية الإنسان، ووجب التذكير بأن الڤيروس غالبًا لا ينتقل بالأكل بل أثناء تربية الحيوان أو طهيه.
في سبتمبر 2012، في جدة بالسعودية، يظهر ڤيروس كورونا في نمط جديد، فيما سمي بشبيه سارس أو سارس السعودي أو كورونا نوفل، ثم تم الاتفاق على تسميته بـ
ڤيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسط أو MERS
تظهر أعراض المرض مثل حمى البرد العادي والسعال، ولا يعدُّ الالتهاب الرئوي منتشرًا ضمن الأعراض.
لأن الكورونا ينتقل عبر الحيوانات، توصل الباحثون أن انتشاره في تلك الفترة كان بسبب الجمال، ويمكن أن يكون قد انتقل من الخفافيش إلى الجمال ومنها إلى البشر عن طريق أكل اللحم النيئ أو شرب لبن الجمال.
مرة أخرى نعود إلى الصين في أواخر 2019، وفي ثوبه الجديد ظهر ڤيروس كورونا في ووهان الصينية، معدل الإصابات حتى الآن وصل إلى أكثر من 600 شخص، مع وفاة 17 شخص.
يتشابه ڤيروس كورونا الجديد مع ڤيروس سارس بنسبة كبيرة تصل إلى 70%، ولكن مدى خطورة الڤيروس الجديد غير معروفة حتى الآن بالمقارنة مع ڤيروس سارس.
منشأ الفيروس ومعدل الإصابات الأكبر كان بين العاملين في سوق المأكولات البحرية في ووهان، وهو سوق يبيع مختلف الكائنات البحرية من الأسماك إلى الثعابين!
وبعد الأبحاث مؤخرًا يعتقد أن مصدر الڤيروس هو الثعابين التي كانت تباع في ذلك السوق تحديدًا، ويمكن أن يكون الڤيروس قد انتقل من الخفافيش إلى الثعابين أيضًا، ولا نندهش حين يقال أن المصدر هي الخفافيش بذاتها! فالصينيون -وكما ذكرنا من قبل- لا يترددون في تجربة أي جديد، وبالفعل تم رصد بعض المواطنين في الصين يأكلون الخفافيش!
تتشابه أعراض ڤيروس كورونا الجديد مع أعراض سارس مثل: السعال والحمى وضيق التنفس، مع التهاب الحلق والصداع.
قد تصل الأعراض إلى التهاب رئوي، حيث تم اكتشاف حالات ڤيروس كورونا من خلال التهاب رئوي شديد.
كما ذكرت لا نعرف بالتحديد خطورة الموقف، ولكن يمكن أن ينتقل الڤيروس من شخص لآخر عن طريق الهواء حيث ينتشر رذاذ الأنف، أو عن طريق التلامس والتصافح بين شخصين، أو عن طريق لمس الشخص المُعافى لأسطح تحمل الڤيروس.
لذلك تم اتخاذ الإجراءات الوقائية الشديدة في أنحاء الصين، وكما تم فرض الحجر الصحي على دولة الصين خوفًا من الانتشار السريع للمرض بسبب التزامن مع العيد الصيني السنوي، وتم توقيف الرحلات الجوية داخل الصين، وبينها وبين عدة دول منها الولايات المتحدة بعد اكتشاف حالات إصابة بالڤيروس في الولايات المتحدة.
ليس للڤيروس أي علاج أو لقاح حتى الآن، حيث يتم التعامل مع الأعراض فقط؛ كتناول أدوية ضد الألم، والبقاء في المنزل للراحة، وشرب السوائل الدافئة.
ومن بين الإجراءات الوقائية التي يمكن أن نتخذها كأشخاص في محيط انتشار الڤيروس:
- الحفاظ على نظافة الأيدي، عن طريق غسل اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل.
- البقاء بعيدًا عن التلامس مع الأشخاص المصابين.
- عدم لمس الأنف أو الفم بأيدٍ غير نظيفة.
وقد انتشر في الصين لبس الكمامات التي تلبس في العمليات الجراحية، ولكنها تبدو غير فعالة لمنع انتشار العدوى، حيث قالت Dr. Julie Vaishampayan
وهي رئيسة مجلس لجنة الصحة العامة في جمعية الأمراض المعدية في أمريكا: بأن الكمامات هي آخر خط دفاع ضد انتشار المرض، وأن غسل الأيدي بانتظام وتجنب الأشخاص المصابة أكثر أهمية، ويرجع ذلك لأن الكمامات غير محكمة الغلق فهي تسمح -بطريقة ما- بمرور العدوى وانتشارها.
إقرأ إيضًأ: تأملات فنية في زمن الكورونا
المصادر: