باسم يوسف .. كيف غير النظام الغذائي النباتي حياته؟
العنوان | Bassem Youssef: How A Plant-Based Diet Changed His Life |
الكاتب | Carly Grijalva |
الموقع | The Daily Crisp |
التاريخ | 2016 |
نعرف جميعًا أن باسم يُوسف هو ذلك الشخص المضحك و نعرف سلسلته الساخرة التي انتشرت وأحدثت صدىً هائلًا في التلفزيون المصري لفترة أفضل من ثلاث سنوات. لم يتوقف طموحه في إحداث ضجة وخلق تغيير بتوقف برنامج (البرنامج) ، وقد كنا محظوظين بما يكفي للتحدث معه عن شغفه الحالي .
ربما يكون سماع ذلك مألوف للأشخاص المُطلعين بالفعل على الإتجاهات و الشخصيات المعروفة في مجال الصحة المحلية في مصر.ومن ثم فربما سمعوا بالضجة التي حدثت عندما أصبح باسم نباتيًا – شخص لا يتناول لحوم الحيوانات أو مشتقاتها مثل البيض أو الزبدة أو اللبن أو الجبن- . قد تعتقد أن ذلك شئ رائع أو أنه شئ مجنون كليًا ويرجع ذلك لرأيك. لكن إن كنت متابعًا معنا فأنت تعلم أن هناك فرقًا ملحوظًا بين النباتيين الذين لا يتناولون أي لحوم والنظام الغذائي النباتي .لم يخف باسم من وضع الأمور في نصابها فيقول لنا ” أنا لا أحب كلمة نباتي التي تعني الامتناع عن اللحوم ، وقد اكتسبت التغذية الصِرفة بالنباتات سمعةً سيئة أحيانًا لأن بعض من متبعي هذه الحمية يركزون على المعاملة الأخلاقية للحيوانات ، وهذا أمر نبيل بالطبع ، لكن بعضهم يفعلون ذلك من خلال جعل الجميع يشعر بالذنب . للأسف فإن الكثير من الناس لا يهمهم قتل البشر الأخرين ناهيك عن قتل الحيوانات، لذلك فأنا لا أتحدث عن الجانب الأخلاقي (على الرغم من أنني مؤيد كبير لذلك) وأركز حديثي على صحة الفرد ؛ لأن ذلك أصح لكم. نعم فإن البشر أنانيون هكذا.
الشيء الآخر هو أن الكثير من الناس الذين يسمون أنفسهم نباتيين غير أصحاء ابداً بأنهم يأكلون الكثير من بدائل اللحوم واللحوم المزيفة ، والجبن المزيف وكذلك الحليب المزيف. وأيضا يتناولون السكر والطعام المقلي قلياً عميقاً. لذلك أفضل كلمة “نظام غذائي نباتي كامل” يعتمد على النبات والأغذية المعالَجة بأقل قدر ممكن. كما يقال فإن “لكل شخص ثمن” ، وعامة تشعر الشخصيات العامة بالتحديد بالضغط ويصبح هذا القول إثمًا يرتكبونه. لذلك غالبا ما نرى الذين نتطلع لهم يروجون أو يتسببون في زيادة مبيعات صناعات لم نتوقع أن يشجعونها ( من فضلك يا ميسي ضع البيبسي جانبًا). وقبل الخامس عشر من شهر سبتمبر عام 2013 ، صرح باسم أنه ” مدمن للوجبات السريعة و للسكر و مُحب للجبن ” . منذ اليوم الذي بدأ فيه باسم أن يتحول لأتباع نظام غذائي صارم قائم على النباتات لم يبتعد عن شغفه. لقد أعطانا السبق الصحفي عندما صرح لنا أنه منذ عام ونصف العام رفض إحدى أضخم الصفقات الإعلانية في الشرق الأوسط ، ليصبح وجهًا دعائيًا لمشروب غازي قائلًا: “لا يمكن أن أكون سببًا في تسمم الشباب بينما لا أسمح بذلك في منزلي ؛ لأن ذلك يكون نفاقًا كبيرًا. ما فعلت كان عن قناعة ، فأنا أرى هذه الأشياء سموم لا منتجات “.
بناء على هذا ما هذه القناعات التي تتسبب في رفض شخص ما ملايين الدولارات ؟- المعرفة والخبرة ! فقد بدأ باسم في تناول الطعام النباتي بعد أن أصبح صديقه نادر منتصر نباتياً ،هذا النظام حماه من أن يكون ضحية لمرض تصلب الأنسجة المتعدد وبعد أن بحث بنفسه (فإنه طبيب قبل أي شئ).لم تعاني صحة نادر من الانحدار جراء هذا المرض فحسب، بل حافظ ايضًا على صحته وقدرته الرياضية أثناء هذه العملية. منذ ذلك الحين تحدثت تجربة باسم عن نفسها من خلال التغيرات التي حدثت له، فيقول ” في البداية كان الأمر واضحًا للغاية . شعرت بالطاقة ، كنت أعاني من أرق مزمنًا ، وكنت دائمًا متعب وفورًا بدأت أشعر بالحيوية وتحسن نومي. وبينما أنا مستمر الأن لا أشعر بذلك فقد أصبح روتينًا مشابه لإرتداء الملابس ولكني أشعر بالفرق عندما ابتعد عن النظام، فأشعر بالإحباط والتعب .. كنت أعاني بالفعل من هالات سوداء تحت عيني ولكني تخلصت منها”.
من السهل معرفة هذه التغيرات عند النظر إلى باسم ، فبشرته تبدو مشرقة وموحدة اللون ،و يبدو حقيقةً أنحف وأصغر من عمره بعشر سنوات على الأقل . ولكن كل هذه التغيرات الشكلية تعد الجانب السطحي من النظام الغذائي النباتي الذي لا يقتصر على ذلك. فبعيدًا عن تحوله لهذا النظام كان لطيفاً – كما هو متوقع – بما يكفي “لرعاية” من حوله. يعتبر مصطفى حلمي مثالًا على ذلك .إذا ماذا فعل دكتور باسم لإبقاء من يوجههم على المسار الصحيح ؟ يقول ” أُرسل لهم مقالات ليقرأوها وفيديوهات ليشاهدوها و رسومًا بيانية لينظروا إليها . اتصلت بمصطفى حوالي خمسة وأربعون مرة خلال ستون يومًا متتاليًا.
لا لم يكن دكتور باسم شخصا يواصل الأتصال عبر الهاتف بعد أن تخبره أن الرقم خطأ. لكن أي شخص يخضع لتغير نمط حياته يعرف في قرارة نفسه صعوبة الالتزام بذلك ، وهذا ما اختبرته في تجربته الخاصة. يقول باسم ” كنت أتصل به كل يوم تقريبًا ، لكي يكون ذلك النظام دعم نفسي، وما فعلته مع مصطفي مماثل لما فعلته مع آخرين ، فاتصل بهم وأتحدث معهم عن رغباتهم وأخبرهم أني اعرف شعورهم الأن …و اذكرهم أن ذلك يحدث بسبب حدوث كذا وكذا لأجسامهم وهذه سوف تكون مكافأتهم ، هذا النظام الداعم وهذه الإرشادات تجدي نفعًا ، إنه أمر رائع ومختلف بالنسبة لكل واحد”.
ولسوء الحظ لا يستطيع باسم الأتصال بك وأن يطلب منك أن تضع المقرمشات جانبًا عندما تشعر بالضغط النفسي، ورغم أنه أمر محزن ، لكن ما كشفه لنا من التحولات الطبية التي خضع لها أصدقاؤه المصابين بأمراض مزمنة بدعمه لنمط حياة نباتي تركنا في انبهار كامل . شرح باسم كيف أن الهدف الرئيسي في حالة مصطفي كان فقدان الوزن ، ” وإلى جانب ذلك كان هناك الكثير من المزايا الإضافية التي حصل عليها. مثل تلك القرح على قدمه والتي لم تشفي ابدًا فقد التئمت للمرة الأولى دون أي أدوية . يختلف الأشخاص في ذلك فمثلًا هناك شخص لديه هدف واضح كخفض نسبة الكولسترول في الدم أو “خفض نسبة حمض اليوريك ” أعمل معهم وأبلغهم بأن يجروا الفحوصات ولنلاحظ هذه الأشياء أثناء اتباع حمية غذائية. إنه من المدهش كما تعرف أن الكولسترول ينخفض من 350 إلى 160، 170 في غضون اسبوعين وثلاثة اسابيع بدون أدوية، فقد توقفوا عن تناول حبوب الكولسترول.”
و شهد بنفسه التحول الذي خضعت له صديقته العزيزة هدى رشاد وتعاملها مع اضطراب الأنسجة المختلطة -وهو مرض أخر مناعي يهاجم فيه الجسم نفسه. ووفر لها الامتناع عن تناول المنتجات الحيوانية والاتجاه إلى النظام النباتي حياة فعالة تمامًا لم تختبرها من قبل. في بعض الأحيان تحدث تغيرات في أجسادنا ولا نكون على دراية بها، ولكن باسم شهد بنفسه على التغير الذي حدث في حياة صديقته فيقول ” في حالة هدى التي كانت مريضة جدًا (في السابق) ، عندما تأكل الأن القليل من الجبن تنتفخ مفاصلها . لقد رأيت خاتم الزفاف الخاص بها عالق بإصبعها ولم تتمكن من خلعه … لقد كان ذلك مذهلًا.”
إذًا فماذا على الدكتور باسم أن يفعل بعد كل هذه النتائج؟ بالطبع عليه أن يتحرك ! فعلى الرغم من أنه يساعد أصدقاءه وأحبائه بالفعل فإنه يخطط لتوسيع رؤيته لتكون متاحة للعامة. ” لدي خطة عمل أحاول تنفيذها منذ أكثر من عام ” هذا ما أخبرنا به عندما سُئل عما إذا كان يفكر في تقديم المزيد على نطاق أوسع. هذه أخبار رائعة لمن يبحث منا عن دعم لكنهم غير محظوظين بما يكفي ليكونوا على قائمة اتصاله اليومية. ومع ذلك كان علينا أن نعرف ما الذي عرقل هذه الشخصية التي لا يبدوا انها سوف تتوقف موضحًا ذلك بقوله: ” من الصعب للغاية كسر المحظورات التي اعتاد الناس عليها ، وأصعب من ذلك كسر عادات الناس…”
حسنًا يا دكتور سوف نضع المقرمشات جانبًا. (تنهيدة)
ترقبوا الجزء الثاني الذي سنفكك فيه حمية باسم يوسف فيه ونعرف المصادر التي اضطر لمشاركتها معنا ، بالإضافة إلى نصائحه التي سوف تجعلك تبدأ في العيش على نمط الحياة النباتي.