7 أساطير عن روبن هود
العنوان | 7 myths about Robin Hood |
الكاتب | دايفيد بالدوين |
الناشر | historyextra |
تاريخ النشر | 20/11/2018 |
نحن نعلم او نظن اننا نعلم الكثير عن روبن هوود النبيل رامي السهام في التراث الإنجليزي والذي يفترض به انه سرق من الاغنياء ليعطي الفقراء ولكن الحقائق الصحيحة حوله تُعد على أصابع اليد الواحدة قطعًا.فعندما نلقي نظرة على فيلم هوليود الاخير روبن هوود بطولة تارون ايجرتون الذى يغزو دور العرض حاليًّا، نعود ثانية الي المقال الذى كتبه المؤرخ الراحل ديفيد بالدوين، ذلك المقال الذي يفند الأغلبية العظمي من الخرافات حول رامي السهام الأسطوري .
1- كان روبن هود شخصًا حقيقيًّا.
روبن هود بطل مختلق من الطراز الأصيل أحاطت سيرته بالعديد من إحباطات أبناء عصره وطموحاتهم.
كان روبن او روبرت هود هو الاسم المستعار لمجموعه من اللصوص الحقراء منذ منتصف القرن الثالث عشر على الأقل – وربما ليس صدفة أن تشبه كلمة روبن كلمة ʼسرقة أي robbing بالإنجليزيةʻ – غير أنه لا يشير أي من الكُتَّاب المعاصرين إلى روبن هود الخارج الشهير عن القانون الذي نعرفه اليوم.
كان هناك رجال مثل روبن هود، يختلفون عنه في كونهم كالهاربين الذين هزؤوا بقوانين الغابات الوعرة ( مجموعة من القوانين غير المألوفة التي حكمت مناطق ضخمة من الأراضي شبه البريه التي يذهب إليها الملك وحاشيته للصيد ) .. وهؤلاء الهاربون نالوا ثناء الفلاحين المضطهدين. ولكن العامة الذين كانت أفعالهم تلهم اسطورة روبن هود ربما لم يدعَوْا روبن هود منذ مولدهم او حتي طوال حياته .
2- عاش روبن في عهد ريتشارد قلب الاسد
دوما ما صور روبن بعدو الأمير الطموح جون وحليف أخيه الحبيس ريتشارد الأول (1189-99) ولكن فقط كُتَّاب تيودور هم الذين جمعوا الرجال الثلاث سويا في سياق واحد لأول مرة.
وبدلًا من ذلك عُرف روبن هود (بصورة غير مقنعة كثيرًا) بأحد الذين عرفوا بهذا الاسم، والذين ذُكِروا في سلسلة وايكفيلد كورت رولز في عهد إدوارد الثاني (1307-27)، وبصفة أرجح، عُرِف روبن بكونه داعمًا محرومًا لسيمون دي مونتفورت الذى ذُبح في افيشام عام ١٢٦٥ .
كل ما يمكننا قوله بملء الفم هو أن روبن الخارج على القانون صار جزءًا من الأساطير المعروفة في وقت كتابة ويليام لانجلاند كاتبلرؤيه دعائم الفلاحين The Vision of Piers Plowmanفي ١٣٧٧.وفيها يقول القسيس سلوث: «لا يمكنني وصف ساقيتي برجل دين كما يبدو، لكن يمكنني أن أعرف بعض الأغاني التي غنيت في روبن هود وراندولف ، إيرل تشيستر «.
لسوء الحظ انه ليس من الواضح إن كان روبن هود مرتبطًا براندولف دي بلونديفيل او إيرل تشيستري باي سبيل او أن “الأغاني” عنهم قد نشأت من تقاليد منفصلة عن بعضها بالكلية.
3- روبن هود فاعل خير يسرق من الأغنياء ليعطى الفقراء
في عام ١٥٢١ كتب المؤرخ الاسكتلندي جون مايجور أن «روبن لم يسبب أي اذى للنساء، ولم يستولِ علي بضائع الفقراء ولكن بل ساعدهم بسخاء بما أخذه من رؤساء الأديرة .
ولكن القصص الشعبية القديمة أكثر كتمانا : فالقصة الشعبية الأطول وربما الأقدم عن روبن هود هي The Lyttle Geste of Robyn Hodeالتي قيل أنها كتبت ما بين عامي ١٤٩٢ _ ١٥١٠ ولكن ربما لُحِّنت عام ١٤٠٠ وختامها بتعليق أن روبن «فعل الكثير من الخير لأجل الفقراء.

روبن هود، طبعها وينكين دي وورد. كُتب عليها: “لمحة صغيرة عن روبن هود” (الصورة من موقع Culture Club/Getty Images)
ولكن عندما كان روبن يرغب في إقراض أحد الفرسان الذي مر بضائقه مادية في قصة The Lyttle Geste وغيرها من القصص القديمة، لم يُذكر أن وُزِّعت أي نقود على الفلاحين او أن غُيِّر نظام المجتمع لصالحهم.وعلي النقيض، فالقصص التي تحكي قصص الخارجين على القانون وهم يمثلون بجثث المهزومين من أعدائهم ويقتلون حتى الاطفال، تلك القصص تكشف جانبًا مختلفًا تمامًا من قصتهم.
4-كان روبن نبيلًا مطرودًا، أي الايرل هانتنجتون
مرة أخرى ليس لهذه الفرضية أساس من الصحة – فروبن في القصص القديمة دائمًا ضابط بحري وكانت تصرفاته تنتمي إلى الطبقة التي ينتمي إليها.
إذًا من أين جاءت الفكرة ؟ كتب جون ليلاند في عام ١٥٣٠ مشيرا إلي روبن انه خارج على القانون من طبقة النبلاء مما يعني انه على الأرجح كان نبيلًا . وفي عام ١٥٦٩ ادعي المؤرخ ريتشارد جرافتون أنه وجد دليلا في «كتيب قديم» أن روبن قد «وصل إلى نزاهة الايرل» لـ «رجولته وشهامته»: وهي الفكرة التي نشرها أنتوني ماندي في مسرحياته ( سقوط روبرت، وايرل هانتنجتون، وموت روبرت، وكتب ماندي كلَّا من موت روبرت وإيرل هانتنجتون عام ١٥٩٨ .
إضافة إلى ذلك، ورد في قصة مارتن باركر (حكاية حقيقية عن روبن هود ) التي نُشرت عام ١٦٣٢، بوضوح لا لبس فيه، أن «الخارج الذائع الصيت عن القانون روبرت ايرل هانتنجتون، الذي يُسمَّى دارجًا روبن هود قد عاش وتوفي في 1198 بعد الميلاد، غير أن إيرل هانتنجتون (التفسير الوحيد المحتمل لـ ʼهانتنجتونʻ) كان في هذا الوقت دايفيد إسكتنلندا الذى توفي عام ١٢١٩ . وبعد وفاة ابنه جون عام ١٢٣٧ لم يعد هناك أي ايرل لهانتنجتون حتى مُنِح اللقب لويليام دي كلينتون في القرن التالي .
5- تزوج روبن من الخادمة ماريان في كنيسة سانت مارى في ادوينستون
الخادمة ماريان هي الآن جزء مهم من قصة روبن هود وبالقدر ذاته من أهمية روبن نفسه، لكنها كانت في الأساس موضوع سلسلة منفصلة من القصص . والغريب أنه لا يبدو أن روبن والخارجين على القانون موضوع باكورة القصص كان لهم زوجات او عائلات؛ الاثني الوحيدة التي حظت باهتمام هي العذراء مريم لإخلاص روبن لها.
ربما ظن الرواة أن ذلك الإخلاص لم يكُن لائقًا في السنوات التي تلت الإصلاح البروستانتي في القرن السادس عشر . وان ماريان قد أُدخِلت على الحَكايا في هذه الفترة لتصبح محل اهتمام نسائي بديل، تلا ذلك حتمًا زواج روبن وماريان.
6- دفن روبن هود في دير يورك شير ويمكننا اليوم مشاهده قبره هناك
حسب الأسطورة، ذهب روبن إلي دير كيركليس لطلب العلاج (التاريخ مجهول)، وبعد أن تسببت رئيسة الدير عمدًا في إفراط النزف لديه وبكل ما تبقي له من قوة رمى سهمًا مشيرا إلي المكان الذى يرغب أن يدفن فيه .
غير أن الكاتب التيودوري ريتشارد جرافتون ظن أن رئيسة الدير دفنت روبن علي جانبي الطريق:
«حيث اعتاد أن يسرق ويعتدي على كل من يمر بتلك الطريق . ووضعت رئيسة الدير فوق قبره حجرا ضخمًا نُقِشت عليه أسماء كل من روبرت هود، وويليام جولدسبيرج وغيرهم. والسبب في دفنها له هناك هو رغبتها أن يعرف عامة الغرباء والمسافرين ويروه مدفونًا وربما بتلك الطريقه يسلكون تلك الطريق بأمان أكثر و بدون خوف، تلك الطريق التي لم يجرؤوا على سلكها في حياة هؤلاء الخارجين على القانون. و هناك بنهاية المقبرة أُقيم صليب من الحجارة معبر يمكن رؤيته في وقتنا الحاضر.»
هناك لوحه رسمها متخصص الأثريات البونيفراكتي نثانيال جونستون عام ١٦٦٥ توضح قطعة بلاط مزخرفة بزخرف على شكل صليب (ويُحتمل أن تكون الصلبان قد اختفت في حياته) وأن النقش «هنا يرقد روبن هود و ويليام جولدبرج وثومسـ…» نُحِتت حول حافة البلاط . ولا شيء معروف عن كل من ويليام جولدسبيرج أو توماس وقيل إن النقش كان «يُقرأ بالكاد» قبل رسم اللوحة ببضع سنوات
من الممكن أن يكون روبن هود قد دفن في قبر مدفون به بالفعل آخرون . ولكن أن كان النصب التذكاري شيد بعد وفاته بفترة قصيرة (أين كان) فمن الغريب انه لم يذكر قبل عام ١٥٤٠ .
انتقل دير كيركليس إلي ملكيه عائله اميرتدج بعد خصخصة الأديرة في القرن السادس عشر. في القرن الثامن عشر حفر السير صامويل اميرتدج الارض تحت الحجر إلي عمق ثلاثة أقدام. كان خوفه الاكبر أن يكون لصوص القبور قد سبقوه إلي هناك ولكن المشكلة الحقيقية كانت انه لم يكن هناك قبرا ليُسرق، فلم يبدُ أن الموقع كان قد حفر من قبل واستنتج اميرتدج أن النصب التذكاري «قد أحضر من مكان آخر ونسبه العامة إلي روبن هود« .
تعرض الحجر للعديد من هجمات صائدى النفائس التذكارية ومن آخرين اعتقدوا أن القطعة منه تشفي الم الأسنان. وبالتالي أحاطته عائلة اميرتدج بسور قصير من الطوب علي قمته درابزين معدني وهو ما يمكن رؤية بقاياه الآن.
7- يمكن التعرف على هوية بعض أصدقاء روبن وبالمثل من أدَّوْا دوره في الأعمال الفنية بأشخاص معروفون تاريخيا
ليتيل جون و ويل سكارليت وماتش ابن الطحان اقترنت أسمائهم بباكورة قصص روبن هود ولكن باقي أفراد عصابته فراير تاك و ألان اديل وغيرهم اضيفوا لاحقا .من بينهم، ليتيل جون هو الأبرز بلا شك، بيد أنه قد أشير إلى ليتيل جون، او جون ليتيل، في الوثائق المعاصرة بقدر ما أُشير إلى روبن هود . إن ذكر جون في التاريخ يوحي بأنه مراوغ تماما كمعلمه ولكن ذلك القبر المزعوم في ساحة كنيسة هاثرزايدج في ديربيشير ليس هناك عبثًا.
الاحجار والدرابزين حديثة ولكن هناك جزء من النصب التذكاري القديم حفر عليه الحرفين الأوليين (ل L/وآي I ) مما يبدو أنه كحرف ال(چ J ) وما زال يمكن رؤيته في رواق الكنيسة .
وقد نقب جيمس شوتلورث مالك المزرعة في الموقع عام ١٧٨٤ ووجد علي بعد ٢٨ونص بوصة ووجد عظمة قيل إنها تسببت في المرض وقلة الحظ حتي أعيد دفنها أخيرًا . وقد قيل إن كوخَيْن أحدهما في ليتيل هاجس كروفت في لوكسلي يورك شير والآخر في هاثرزايدج هما البيت الذى ولد فيه روبن هود الذى قضى به ليتيل جون آخر سنوات عمره تباعًا، ولكن كوخ روبن كان متهدمًا بحلول ١٦٣٧ بينما هُدِم كوخ ليتيل جون فيما يوصف بالآونة الأخيرة .
هناك وجهة نظر أخرى طُرحت محاوِلة أن يضع روبن في إطار تاريخي معين من خلال التعريف ببعض خصومه ولكن القصص تشير إلي معارضيه بمجرد عمدة نوتنجهام و قس سانت مارى في يورك، وآخرين لم يُعرفوا سوى بهذه الألقاب – ولم يُسمي اي افراد تولوا المناصب في التواريخ المعلومة . إن قلة المعلومات محبطة، ولكننا ينبغي أن نتذكر على الدوام أننا نتعامل مع الأدب صاحب الجماهيرية وليس مع الوثائق المنوط بها توثيق الحقائق
دايفيد بالدوين هو مؤلف روبن هود : الإنجليزي الخارج على القانون ينزع قناعه (نشر عام ٢٠١٠ واعيد نشره عام ٢٠١١)
أول صحيفة نشرت هذا المقال كانت صحيفة هيستوري إكسترا History Extra في عام 2015.