لهذا نعشق دوري الأبطال
إنَّه العيد !
لسنا فى عيدٍ رسمي أو عطلة، إنه عيد دوري الأبطال …
عادت المتعة مجددًا، أشعر بسعادة شخص يتهيأ لحفل زفافه، معشوقتنا الجميلة تبدأ فصلًا جديدًا من البطولة الأغلى والأفضل على مدار تاريخ كرة القدم، نعم تتعجب كثيرًا وكثيرًا عندما تجدني أتفوه بهذه الكلمات، لكنَّها الحقيقة!
عشقتها من البداية
في مدخل هذه الألفية عندما شاهدت زين الدين زيدان – أسطورة كرة القدم الفرنسية – يضع كرة في المرمى قادمة من روبيرتو كارلوس – أفضل ظهير أيسر فى تاريخ كرة القدم – والشهير بقوة تسديداته، ليضربها في المرمى بيساره – على الرغم من أنَّه يلعب بالقدم اليمنى – ليجعل ريال مدريد حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة فى تاريخه، الشغف الحقيقي تحقَّق لمجموعة من الأبطال الخارقين فى عالم كرة القدم.
أصابتني بالمعجزات
نحن لسنا فى زمن المعجزات، لكن أن ينهزم فريق في الشوط الأول بثلاثة أهداف دون ردٍ، ويعود للتسجيل في الشوط الثاني بثلاثة أهداف في ست دقائق..
تخيل، ست دقائق فقط ..!
شيء لا يحدث كل يوم، مستحيلٌ أن ترى معجزة كهذه في أي مجال من مجالات حياتك العملية والشخصية ، بدأت أصدق المعجزات، وأنَّها متواجدة في عصرنا هذا فقط في كرة القدم.
المعجزة الثانية تحققت عام 2017 عندما احتاج برشلونة ستة أهداف وسجلها في مباراة واحدة على باريس سان جيرمان، مع العلم أنَّه سجَّل ثلاثة أهداف في آخر ستة دقائق، لينفجر الملاعب وأقفز معه من على الكرسي من الفرحة.
رأيت برشلونة يسحقهم
استمتعت كثيرًا مع رؤية بيب جوارديولا يستعمل سياسة التيكي تاكا ” طريقة لعب خاصة ببرشلونة ” كي يقهر الخصوم، ويجعل جميع الأندية تقوم بتأييد الفريق الذي يواجه جوارديولا.. لكننى رأيت إنيستا يجرى وعصام الشوالى يهتف ” غدارة ، غدارة ، البارسا لروما ” و انبهرت عندما رأيت السير أليكس فيرجسون لا يقوى على صنع أي شيء أمام هذا الغول الكتالوني ويتوقف، وتتوقف جميع أفكاره.
نعم استمتعت بما يفعله شافي وإنيستا ومن أمامهم الأسطورة ليونيل ميسي.
رأيت ميسي و رونالدو يحطمان الأرقام
الصراع الأسطوري الذي استمر طيلة خمسة عشرعامًا من العطاء ، رونالدو لم يكن باللاعب الموهوب، بل كان الأكثر اجتهادًا في عالم كرة القدم، فقام بمواجهة ميسي الموهوب.. وهنا رأينا مواجهة حادة بين الطرفين، فرق كثيرة تسقط أمام رغبة كل منهما في تسجيل العديد من الأهداف وكأنَّ كل منهما يناجي بجملة وحيدة:
Help me score more than one goal..
كادت عيناي تزرف الدموع عندما سمعت رونالدو يتحدث عن صراع الخمسة عشر عامًا، شعرت بأننى أصبت بالهِرَم …
نعم، انبهرت كثيرًا بهذه الكلمات وتأكدت بأننى عاصرت أسطورتين في زمنٍ لا تتواجد به الأساطير …..
كما أبهرني زيدان لاعبًا، أفزعني كمدرب..
عندما تكون أذكى طالب في فصلك فإنك دائمًا ما تجد الأفكار تنهال عليك، هذا ما حدث مع زين الدين زيدان عندما بدأ تدريب ريال مدريد …
اعتدنا رؤية النادي المدريدي متوسط الأداء في الدوري الأسباني، لكنه يظهر في دوري أبطال أوروبا.. أصابتنا الدهشة لمدرب يحقق دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي في حدثٍ لم يسبق أن عاصرناه في منظومة الكرة الحديثة،
نعم أصابنا بالفزع لأننا اعتقدنا أنه احتكر اللقب بين يديه، شعرنا بالقلق لهذا لكنَّه ظهر مجددًا كالطالب الأذكى بين الجميع واختار الخروج.
ظلمت الكثير لكنها أنصفت الكثير أيضًا ، شهدنا منها الكثير من المعجزات في زمنٍ لم ولن تتواجد به المعجزات ، عاصرنا الأساطير، تعلمنا أنَّ الحياة تعطى لمن يجتهد ويعمل، تعلمنا أنك مهما تعرضت للسقوط فإنك حتمًا ستعود ، ستجد طريقك للعودة يومًا..
إنها دوري أبطال أوروبا عادت مجددًا كي تضفي كثيرًا من المرح والسعادة والشوق لتحقيق المستحيل.