قصة علاء الدين الأصلية أغرب مما تعرف!
الناشر | Refinery29 |
العنوان | The Origin Story Of Aladdin Is Far Wilder Than You Know |
تاريخ النشر | ٢٤ مايو ٢٠١٩ |
الكاتب | Elena Nicolaou |
ربما تتضح مصادفة أنك تعرف أن قصة علاء الدين أو على الأقل تعرف أن نسخة فيلم ديزني (علاء الدين) لعام ١٩٩٢ سببت يقظة ثقافية.
أنت تعرف علاء الدين “الفتى الشريد” الذي يعول نفسه ويجد مصباح مدفون يخرج منه جني أزرق، الذي سيحقق له ثلاث أمنيات يحوله بها إلى سلطان مزيف ويتيح له بها كسب قلب أميرة.
تروي نسخه ٢٠١٩ لفيلم علاء الدين القصة نفسها ولكنها تضيف إطارًا روائيًّا. فقبل أن يصبح ويل سميث جنيًّا، كان بحارًا يروى قصة علاء الدين لأسرته وهذا تغيير يجب ذكره. منذ ذكْرِها في القرن الـ ١٨ كانت قصة علاء الدين جزءًا من حكايات ألف ليلة وليلة -المجموعة القصصية من التراث الشعبي للشرق الأوسط التي اشتهرت ببراعة وإتقان سردها.
ألـف ليلة وليلة
هكذا بدأت القصة: بعد اكتشاف شهريار الملك القاسي خيانة زوجته قرر أن جميع النساء خائنات، كل ليلة يتزوج بعروس عذراء وفي اليوم التالي يحكم عليها بالإعدام قبل أن تنال فرصة خداعه وصار عدوًّا للجميع.
بعد ذلك تطوعت شهرزاد لتكون عروس ذلك الوحش -وهذا ما لم يسبقها في فعله أحد- في ليلة زفافهم الأولى -والمفترض بها أن تكون الأخيرة- سردت شهرزاد قصة افتتاحية مُسلسلة، وتوقفت عند منحنى خطير. وقالت أنها ستكمل في الليلة التالية ولذلك لم تعدم وهكذا مرت الليالي حتى أصبحت ألف ليلة وليلة.
علاء الدين إحدى أشهر روائع شهرزاد ولكنها لم تتبع لها في الأصل. فكلٍّ من علاء الدين وعلي بابا من أساطير ألف ليلة وليلة، ولكنها لم تكن موجودة في النص الأصلي، بل أضافها المترجم الفرنسي أنطوان جالاند. حيث ادعى أنه حصل على القصة من السوري حنّا دياب.
ظلت هوية دياب غامضة حتى عام ١٩٩٣ حتى اكتشفت مذكراته في مكتبة الفاتيكان. وفقًا لما صرح به المؤرخ الثقافي عرفات رزاق فإن قصة انتقال دياب من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش ربما تمثل علاء الدين في حقيقة الأمر. مثل علاء الدين، أراد دياب أن يمتلك كُشكه الخاص في السوق وأن يصبح من عِلية القوم وقد كان له ما أراد. فبعد لقائه بالرحالة الفرنسي بول لوكا، أصبح دياب جزءًا من رحلة لوكا للبحث عن الكنز (كما كان علاء الدين).
وأخيرًا انتهى به المطاف في فرنسا حيث التقى جالاند وقصَّ عليه قصه المصباح.
حسب ما قاله الباحثون، يرجَّح أن قصة دياب قائمة على تجاربه الشخصية بوصفه رجلًا شرقيًّا يزور فرنسا للمرة الأولى. وهذا ما جاء على لسان باولو ليموز هورتا مؤلف قصة اللصوص الخارقون: المؤلفين السريين لليالي العربية: المسماة بالزمن: “استطاع دياب بمثالية أن يجسد التداخل بين عالمي الشرق والغرب وأن يدمج تقاليد السرد الخاصة بوطنه مع رؤيته الشبابية لروعة فرنسا في القرن الثامن عشر”.
المفاجأة أن قصة علاء الدين الأصلية تختلف عن النسخة التي نشرتها ديزني ونعرفها اليوم. على سبيل المثال أن أحداث القصة كانت في الصين حيث أن بلاد الصين في قصص العرب ترمز إلى مكان بعيد للغاية كما في الحديث النبوي الشريف (اطلبوا العلم ولو في الصين). “وهذا هو الوصف الذي كانت عليه بلاد الصين في حكايا الليالي خلاصة مكان عجيب” كما قال رزاق في مقاله لمجموعة الإعلام الأعجمية.
في التصرف الأوروبي الحديث للقصة صُور علاء الدين على أنه صيني. نسج مصورون العهد الڤكتوري سلسلة من القصص لعلاء الدين تحاكي قصص الأسر الملكية المنشورية، وقد جعل الإنتاج المسرحي البريطاني محلَّ الأحداث هو الصين. على الرغم من ذلك جعلت ديزني شخصية علاء الدين على خُطى بطل فيلم لص بغداد ١٩٤٠ ونقلت القصة إلى مدينة شرق أوسطية خيالية.. غير أن المسلسل القصير الليالي العربية عام ٢٠٠٠ قد أعاد قصة علاء الدين إلى الصين ثانيةً.
بغض النظر عن المكان فقصة جالاند تختلف تمامًا عن المسلسل الكارتوني (وكذلك الإعادة البشرية منه). فعلاء الدين في هذه النسخة من القصة، الموصوف باللامبالاة والبلادة يعيش مع والدته في إحدى كبرى المدن الصينية. وقد توفي أبوه، الخياط، حرفيا شعورًا بالعار لأن ابنه علاء الدين لم يتعلم التجارة ولعب مع قنافذ الشارع.
وبدءًا من حينها، صارت الاختلافات أكثر اتساعًا. فقد أصبح لدى علاء الدين جنيَّان، أحدهما من مصباح بينما الآخر من خاتم، وواجه ثلاثةً من الأشرار أحدهم نقل ياسمين بسرعة خاطفة إلى شمال إفريقيا، كما حاول السلطان أن يضرب عنقه لعدم تمكنه من حمايتها كما ينبغي. كذلك خرب علاء الدين زفاف ياسمين من رجل آخر باختطاف العريس وحبسه في حجرة مظلمة حتى فُسِخ عقد الزواج.
والآن هذه قصة علاء الدين فلنتركها لديزني لتتخلص من الأجزاء الغريبة.