فركش عزيزتي
كلمة اعتدنا تكرارها على مدى أربع سنوات دون أدنى اهتمام بالتفكير فيما وراء المعنى الظاهر للجميع. أهي تعني الانتهاء؟ أم أنها تعني الفراق؟ كثيرًا ما أفكر ماذا كنا نقصد حين كنا نستخدمها؟ توصلت الآن إلى أننا كنا نرددها باستمرار حتى نخبر بعضنا البعض من الانتهاء بأي شيء نقوم به.
أتذكرين عزيزتي عندما كنا ننتهي من بعض المحاضرات ويظهر فجأة صوت يردد “فرررركش إعلام” كنا نفرح كثيرًا عند سماع هذه الكلمة؛ وكأننا أنجزنا شيئًا عظيمًا بعد الكثير من العمل الشاق وقد كانت مجرد محاضرة انتهينا منها.
أم عندما كنا ننهي بعض المشاريع الخاصة بنا وعند نهاية كل اجتماع نردد وبكل ضيق “فركش” فلن نتمكن من إنجاز هذا المشروع في الوقت المحدد، أعلم أنكِ تريدين إخباري أننا كنا ننهي كل مشروع خاص بنا، ونقوم بتسليمه في آخر اللحظات، إنها كانت من أعظم الأوقات التي كنا نمر بها على الرغم من جميع الخلافات التي تعرضنا لها.
لا أدري لِمَ أحببنا هذه الكلمة إلى هذا الحد؛ حتى أصبحت هي من يميزنا عن جميع من حولنا فقد أصبحنا نشعر بالفخر حين كنا نرددها، حتى عندما وصلنا إلى اللحظة التي ننتظرها على مدى أربع سنوات، اصطحبناها معنا وكأنها هي الهوية الخاصة بنا التي لا يمكن المغادرة بدونها، أجل فإننا لن نتمكن من مغادرة المكان الذي جمعنا على مدى كل هذه الأعوام بدون أن نأخذها معنا حتى في احتفالاتنا، ولم نكتفِ بذلك فقد أقمنا حفلتنا على نخبها، وكانت هي الشعار المتداول بيننا هذا اليوم.
فقد أصبحت الدفعة بأكملها تردد “فرررركش” مهنئين بعضنا البعض بقول “فركش” ملتقطين العديد من الصور معها حتى نخلد ذكراها.
كم أنني الآن أتعجب من اختيار هذه الكلمة! لقد كان اختيارًا موَفقًا حقًّا، فقد أصبحت الدفعة بأكملها “فركش”، أجل لا تندهشي؛ فإنها حقًّا أصبحت “فركش”.
أتذكرين مَن التقطنا معهم
بعض الصور، وتعاهدنا معًا على الالتقاء مجددًا، لم نلتقِ حتى الآن.
ومَن تحدثنا إليهم كي نجتمع مع بعضنا، لم نجتمع حتى الآن أيضًا.
أتشعرين بالسوء حيال ذلك صحيح؟ أعلم بذلك.
لكن ماذا أقول لكِ، فقد ذهب كلًّا منّا إلى حياتِه يمضي بها، حتى أنتِ فقد تركتِنا وذهبتِ إلى رب العالمين.
طالما تمنيت ألا يكونَ فراقُكِ إلا حلمًا أستيقظ منه على وجودك بيننا، حتى الآن أراكِ تأتين إليّ وتخبرينني أنكِ بخير ولم تذهبي، أشعر حقًّا أنكِ معنا بكل مكانٍ وتشعرين بنا.
كم كنت أود أن أناقش بعض الأشياء معكِ كما كنا نفعل دائمًا، وأن تخبريني إن كنت على خطأ أو صواب. كم أنا حقًّا أفتقدكِ أيتها الغالية، لقد صادفت بعض الأشخاص الذين يستحقون درسًا منكِ لتخبريهم مَن هي صاحبة الجلالة.. ومن هم المحبون بل العاشقون لصاحبة الجلالة، أعلم أنه لن يتمكن أحدٌ من التفوه بكلمةٍ سيئة عنها أمامكِ، فكيف لهم أن يسيئوا إليها أمام مَن عشقتها.
أعلم أنكِ ذهبتِ إلى مكانٍ لا يوجد ما يضاهيهِ في الجمال، وأنكِ الآن في دار الحق، وأننا ما زلنا في دار الباطل، لكن القلب حزينٌ كثيرًا حيال فراقكِ، فقد كنتِ أغلى ما فقدناه هذا العام.
أريد أن أقول لكِ أن شعارنا ما كان لنا سوى قدرنا.
أعتذر لكِ إن كان كلامي قد أحزنكِ، لكن أود أن أخبركِ بأن دفعة إعلام 2016 اجتمعت أخيرًا على شيء واحد دون أي مناقشات أو اختلافات.. وهو مدى حبهم للجميلة والعظيمة “شيماء عمران”.
فركش عزيزتي إلى يوم اللقاء.