الرئيس القادم بيرني ساندرز أم جو بايدن؟
يعيش الحزب الديمقراطي الآن حربًا داخليةً لا تقل ضراوة عن الحرب مع الرئيس الأميركي وحزبه الجمهوري في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات التمهيدية الداخلية للأحزاب والتي يسعى فيها متمرسو السياسة للفوز بمنصب رئاسة الحزب للترشح لمنصب الرئيس الأمريكي في الانتخابات المقبلة 2020م.
تسود حالة الهدوء داخل الحزب الجمهوري خاصة أن إحصائيات الرضا عن الرئيس الحالي للأعضاء داخل الحزب لم تتحرك عن 88% نزولًا على الرغم من تدني نسب رضا الشعب الأمريكي عن رئيسه وقراراته المتمثلة فى إشعال الحرب بينه وبين منافسيه، وخاصة حالة الإغلاق الجزئي التى ما زالت تسود البلاد منذ انقضاء العام الماضي وإعلانه حالة الطوارئ التي يستعد الكونجرس الأمريكي لكسرها في الأيام القادمة.
بالعودة مجددًا للحزب الديمقراطي الذي تسوده حربًا – وهي ليست حربًا بالمعنى الصريح – ولكن الأجواء الداخلية للحزب تشبه حالة الحرب لما يحدث من منافسة على رئاسة الحزب للترشح في الانتخابات التمهيدية القادمة لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020م.
في الثالث من مارس الماضي أعلن بيرني ساندرز الديمقراطي الاشتراكي تدشين حملة للترشح في الانتخابات المقبلة 2020م. السيناتور الذي خسر الانتخابات التمهيدية للحزب في عام 2015 ضد هيلاري كلينتون التي بدورها خسرت الانتخابات الرئاسية ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
بيرني ساندرز ولد في مدينة بروكلين لأبوين يهوديين وشارك في الحركات الحقوقية أثناء ارتياده الجامعة وانتخب ليكون عمدة لمدينة برلنغتون عام 1981م. وأكمل مسيرته بالفوز بمقعد في مجلس النواب كمرشح مستقل عام 1991م وحافظ على منصبه حتى انتخب كسيناتور في مجلس الشيوخ من عام 2007م.
ودعمًا لمصالحه ومشاريعه السياسية دخل في شراكة مع الديمقراطيين وحاول الفوز في الانتخابات التمهيدية عام 2015 ولكنه خسرها بفارق ضئيل لهيلاري كلينتون.
وكان بيرني من أشد منتقدي حرب العراق وأبدى قلقه على التأثير الاقتصادي للحرب، كما أنه من الاشتراكيين الديمقراطيين الذين يؤمنون بالعدالة بين الجميع من ناحية التغطية الصحية الكاملة للأمريكيين التي تشبه ما كان ينتهجه الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما “أوباما كير” والتعليم المجاني وزيادة الحد الأدنى للأجور.
في ذات الوقت يسعى بعض الأعضاء للضغط على جوزييف روبييت “جو بايدن” نائب الرئيس السابع والأربعين للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من عام 2009 حتى 2017م. وقد انتخب سيناتور لمدينة برلنغتون من عام 1973 حتى عام 2008م، واختارته صحيفة التايم عام 1974 ليكون من المئتين من وجوه المستقبل وهو لم يكد يبلغ عامه الحادي والثلاثين بعد.
على الرغم من أنه ليبرالي ديمقراطي فإنه كان من المصوتين لصالح غزو العراق على عكس منافسه بيرني ساندرز كما أنه معروف بتأييده الشديد لإسرائيل على خلاف منافسه الذي دافع عن النائبة الديمقراطية الهان عمر التي واجهت انتقادات حادة الفترة الماضية بسبب تصريحات اعتبرتها معاداة للسامية وهو ما يمثل هدمًا لبعض المقدسات في الكونجرس الأمريكي الذي كان يمثل حائط الصد الأول العلني للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة.
وينتظر جو بايدن إعلان ترشحه مطلع الشهر القادم للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي خاصة بعد حصوله على تأييد 27% مقابل 25% لساندرز حسب آخر المستجدات في الحزب والتي كان متقدمًا فيها في استطلاع ديسمبر ب32% مع حصول ساندرز على 19% فقط، أي خلال ما يقرب الثلاثة أشهر زادت حظوظ بيرنى للفوز وتناقصت فرص جو بايدن على الرغم من استمرار تقدمه.
وتظهر بعض الوجوه الأخرى داخل الحزب مثل إليزابيت وارن التي حلت في المركز الثالث في الاستطلاع ب9%، وأيضا كاملا هاريس التي حلت رابعًا وحصلت على 7% ويتواجد أيضًا نائب تكساس السابق بيتو أوروك الذي تراجعت حظوظه من 11% في استطلاع ديسمبر ل5% في آخر استطلاع.
هل يستطيع الحزب الديمقراطي حسم المعركة لصالح أحد الكهلين خاصة مع تعديها سن ال75، مع الاختلاف الكبير في السياسات والتوجهات لدى المرشحين البارزين؟
هل تصمد الليبرالية في مواجهة الديمقراطية الاشتراكية؟