الهولندي الأفضل في الدوري الأصعب

Comments 0

الهولنديّ الطائر

في هذه الأيام لا عجب إذا سمعت أن هولندا تمتلكُ أحد أقوى خطوط الدفاع في العالم بقيادة (فيجرل فان دايك) -أو كما أحب أن أسمّيه الهولنديّ الطائر- ويشاركه في هذا، الفتى صاحب الـ 19 عامًا (دي ليخت) الحائز على جائزة (الجولدن بوي)، لكن في مقالنا هذا سنتحدث عن أحسن وأقوى مدافعٍ -في العالم حاليًا هو فان دايك- أما دي ليخت فسنذكره كثيرًا عاجلًا أم آجلًا لأنه بلا شك سيصبح أحسن مدافعي العالم.

             

من فتى صغير يحلم أن يكون مهاجمًا، إلى أحسن مدافعي الدوري الإنجليزي والعالم..

سنتحدث في هذا المقال عن شقين:
الشق الأول، وهو ما قبل وصوله إلى الانفيلد رود.
والشق الثاني، هو ما قدمه فيرجيل تحت قيادة العبقري يورجن كلوب.

رحلة إلى الانفيلد

فيرجيل فاندايك صاحب الـ 27 عامًا المولود بإحدى مدن هولندا الصغيرة، كان يطمح أن يصبح مهاجمًا معروفًا، وهذا ما سعى إليه في بداية مشوارِه الكروي مع نادي غرونغين الهولندي موسم 2010/2011، ولكن نظرة المدير الفني له والتي جعلته يصر على أن يلعب به في مركز قلب الدفاع لم تخيب، على الرغم من أن هذا كان يزعج فيرجيل كثيرًا، فقد كان يردخ لأمر المدرب في النهاية، وظل هكذا لمده  3مواسمٍ كاملة قبل أن يرن هاتف المطعم الذي كان يعمل فيه ويأتي الخبر الذي انتظره كثيرًا… نادي سيلت أحد كبار اسكتلندا يريده!

لم يتأخر فيرجيل لحظة في اتخاذ قراره وذهب إلى هناك محملًا بحلم أن يكون لاعبًا كبيرًا يستمر مع سيلتك، وهذا ما حدث؛ فقد لعب أول موسمين له كاملين مع الفريق، لفت فيهم أنظار الفرق الإنجليزيه التي دائمًا تهتم بالدوري الاسكتلندي لأنه منبعٌ للنجوم -آخرهم روبيرتسون ظهير ليفربول الطائر- حتى تقدم ساوثهامبتون له بعرض وكالعادة قبِلَه فيرجيل ليبحث عن تحدٍ جديدٍ في أصعب دوريات الأرض -الدوري الإنجليزي.


وهنا يحدث ما لم يتوقعه أحدٌ من مدافعٍ قادمٍ من الدوري الاسكتلندي؛ أن يظهر بمثل هذا الشكل في مباراياته الأولى في الدوري الإنجليزي، حيث لعب في عامِهِ الأول 38 مباراة مع الفريق، سجل فيها 3 أهدافٍ.. وظل فيرجيل على هذا المنوال من التفوق؛ ففي عامِهِ الثاني لعب 30 مباراة، سجل فيها 4 أهدافٍ ولم يتوقف هذا الموسم الكروي لفان دايك عند هنا، فقد كثُر الكلام عنه من كل الفرق الكبرى أمثال السيتي والليفر واليونايتيد، لكنه لم يوقع لأيٍّ منهم حتى أتى العام الثالث والنقلة الحقيقية له في حياته؛ ففي منتصف موسم 2017/2018 انتقل فيريجل بعقدٍ كامل يجعله أغلى مدافعي العالم بقيمه 75 مليون باوند إلى فريقه الجديد ليفربول تحت قيادة النورمال وان -يورجن كلوب- وهنا بدأت الأسطورة الهولندية المعاصرة.

حلم الكمال

وصل فان دايك إلى الانفيلد مشتّتًا، وصل محملًا بأمالٍ كبيرة وثقة مدرَّبة وانتقادات الكثيرين له ولمدربه، ولكن هذا لم ينقصْ منه أو من رأي مدربِه فيه شيئًا، فمنذ قدومِه أخذ فان دايك الفرصة كاملةً أمامه وأثبت نفسه وأعلن أنه قادرٌ على قيادة خط دفاع ليفربول الفريق الطموح للعودة إلى الأمجاد بعد فترةٍ كبيرةٍ من التخبط على الرغم من ضعف زملائه، فإنه أثبت نفسَه بشكلٍ كبيٍر جدًّا، مما جعل مدربَه يدفع به في دوري الأبطال على الرغم من نقص خبرته فهو لم يلعب في أوروبا إلا 30 مباراة، أغلبها في الدوري الأوروبي، لكنه أثبت نفسه بشكل كبير واستطاع أن يقود ليفربول إلى النصر في مباريات كثيرة، وشارك مع زملائه بدورٍ واضح في الوصول إلى نهائي البطولة الأعرق في التاريخ.. دوري أبطال أوروبا.. مما أكسبَه ثقة المشجعين وكذلك ثقة زملائه، حيث اُختير كابتن ثالث للفريق بعد كلًّا من هندرسون وميلنر، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا واستطاع فاندايك أن يفرض نفسه على مدافعي العالم، واختير في التشكيل الرسمي لدوري الأبطال وانتهى الموسم الأول له في ليفربول بأروع شكلٍ ممكن، ولكنه لم يكن يعلم أنه هذا الأمر سيجعله مُحملًا بأمالٍ كبيرة لمشجعي أحمر مدينة ليفربول.       

 وكان هو على الموعد؛ حيث بدأ الموسم الجديد بشكلٍ جيدٍّ جدًّا، استطاع الخروج في الكثير من المباريات بشباك نظيفة حتى أصبح  خط دفاع  ليفربول هو الأقوى في أوروبا بتلقيه أقل عددٍ من الأهداف.

وطبعًا الفضل في هذا يرجع إلى فان دايك الذي تجلت عبقريته وقدراته الدفاعية في الكثير من اللقطات والمباريات سواء مع ليفربول أو منتخب هولندا الذي استطاع أن يوصله إلى نصف نهائي النسخ الأولى من بطولة دوري الأمم الأوروبية بإحرازه هدفَ التأهل أمام ألمانيا، ناهيك عن مشاركته الدفاعية بجوار الجولدن بوي ماتيو دي ليخت.

ومن إحدى أعظم هذه اللقطات هذا الموسم والدي يعتبرها النقاد هي لقطة البطولة، في حال ما استطاع  ليفربول انتزاع لقب الدور الإنجليزي من العنيد

-السيتي لقطة الـ 1ضد2 أمام توتنهام.

هنا استطاع فان دايك وحده أن يوقف كلًّا من سون وسيسوكو، ولكن ليست هنا تكمن عبقرية الهولندي ولكن تصريحه بعد المباراة هو ما يجعلك تتيقن تمام اليقين أنه أحسن مدافعي الأرض هذا الموسم، حيث قال:


 “إنه كان يعلم جيدًا أن سيسوكو لا يستطيع التسديد جيدًا بقدمه اليسرى، وأنه أيضًا يعلم أن سون لا يضيع مثل هذه الفرص، لذلك فضل ان يمنع التمرير عن سون خيرًا من أن يتقدم لقطع الكرة من سيسوكو.”



أفضل ختام للموسم التاريخي لابن الكرة الشاملة


بعد كل هذا.. هل يعقل أن يحصل أي لاعبٍ آخر على أفضل مدافع بل وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي؟ بالطبع لا…
وهذا ما حدث بالأمس؛ فقد حصل الهولندي صاحب الـ 27 على جائزة أفضل لاعب في الدوري الأصعب في العالم، والتي تقدمها رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا PFA، ليحافظ بذلك على اللقب داخل جدران ليفربول للعام الثاني على التوالي، بعد ما حصدها العام الماضي الملك المصري محمد صلاح.

   وهنا يحين الوقت لأن نوضح أن كل ما تحدثنا عنه، هو أقل القليل الذي يجب أن نقوله عن هذا الهولندي العجيب الذي بلا شك سيظل الأفضل في العالم، لكثيرٍ من الوقت حتى يأتي من هو أفضل منه إلينا.