كيف يؤثر الكثير من السكر على جسمك؟
ربما تعلمُ بالفعل أن تناولَ الكثير من السكر ليس مفيدًا لك، ولكنك ما زلتَ عاكفًا على تناول الكثير منه.. يصل الأمريكان في تناول السكر إلى نحو 20 ملعقة صغيرة من السكر المضاف في اليوم، مقارنة بـ 6 معالق منه للسيدات و9 معالق للرجال، أي الكم الذي يُنصَح به. (وهذا لا يشمل السكر الموجود طبيعيًّا في بعض الأغذية مثل الفواكه والحليب).
وتُعَد كلٌّ من المشروبات الغنية بالسكر والحلوى والمخبوزات ومنتجات الألبان المحلَّاة مصادر رئيسيةً للسكر المضاف، ولكن حتى الأطعمة المالحة، كأنواع الخبز المختلفة وصلصة الطماطم وألواح البروتين، يمكن أن تحتويَ على السكر، وهو ما يسهل الوصولَ في نهاية المطاف إلى الإفراط في تناول الأشياء المُحلَّاة، ومما يزيد الأمورَ تعقيدًا أنه قد يصعب اكتشاف السكر المضاف على الملصقات الغذائية؛ لأنها قد تندرج تحت عددٍ من الأسماء، منها: شراب الذرة أو شراب الأغاف أو سكر النخيل أو عصير القصب أو السكروز. (انظر إلى المزيد من أسماء السكر في الصورة أدناه).
وأيًّا كان اسمه فالسكر هو السكر، ويمكنه التأثير سلبًا على بدنك بعدة طرق. وفيما يلي نظرة فاحصة على السكر وكيف يمكنه أن يعبث بصحتك، من رأسك إلى أخمص قدميك.
دمـاغُك..
يعطي تناولُ السكر دماغَك دَفعةً هائلة من مادةٍ كيميائية مسؤولة عن المشاعر الجيدة، تُسمى الدوبامين، وهذا ما يفسر كونك أكثرَ شعورًا بالرغبة في تناول قطعة حلوى في الساعة 3 مساءً بدلًا من تناول تفاحة أو جزرة. ولأن الأغذية الكاملة مثل الفاكهة والخضروات لا تدفع المخ إلى إفراز كمٍّ مماثل من الدوبامين، يبدأ دماغك في الشعور بالحاجة إلى المزيد والمزيد من السكر للحصول على ذلك الإحساس نفسه بالسرور. وهذا يسبب تلك المشاعر الجامحة التي تحدثك قائلة: ”يجب أن أتناولها“، تجاه مثلجات ما بعد الغداء.

حـالتك المزاجية..
يمكن لقطعة الحلوى أو البسكويت التي تتناولها عرضًا أن تعطيك دَفعة سريعة من الطاقة –الانتشاء- بِرفع مستويات سكر الدم لديك سريعًا، وعند هبوط تلك المستويات أثناء امتصاص السكر داخل خلاياك، فربما تشعر بالعصبية الشديدة والقلق (أو ما يُعرف أيضًا بـ “هبوط السكر” المرعب)، ولكن إذا كنتَ تتناول جرة من الحلوى كثيرًا، يبدأ السكر في التأثير على حالتك المزاجية لِما وراء ذلك التراجع في مستواه في الساعة 3 مساءً، وقد ربطت الدراسات بين الاستهلاك المرتفع للسكر وبين ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب لدى البالغين.
أسنـانك..
ربما أدَرْت عينيك تبرُّمًا في عمر 12، ولكن والدتك كانت مُحقة؛ الحلوى يمكن أن تنخر أسنانك، فالبكتيريا المُسببة للتسوّس تحب أكلَ السكَّر المتبقي في فمك بعد تناول شيء حلو.
مفـاصلك..
إذا كنت مصابًا بألم المفاصل، فـفيما يلي سبب آخر لتُقلع عن أكل الحلوى؛ أظهرت الأبحاث أن تناول الكثير من الحلوى يتسبب في تدهور ألم المفاصل بسبب الالتهاب الذي تُحدِثه في الجسم، إضافةً إلى ذلك، تظهر الدراسات أن استهلاك السكر يمكن أن يزيد من خطورة إصابتك بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
بشـرتك..
عَرَضٌ جانبي آخر للالتهاب قد يجعل بشرتك تهرَمُ أسرع. يجري السكر مع البروتينات في دمك، ويُنشئ جزيئات ضارة تسمى ”ن.م.ن.ج“ أو النواتج المتقدمة لنهاية الجلْوَزَة. وهذه الجزيئات تفعل تمامًا ما يبدو أنها تفعلُه.. تؤدي إلى هِرَم بشرتك. وقد ظهر أنها تتلف الكولاچين والإيلاستين في بشرتك –أي الألياف البروتينية المسؤولة عن إبقاء بشرتك متينة ونضِرة. والنتيجة؟ تجاعيد وبشرة مترهلة.
كبـدك..
قد تتسبب كثرة السكر المُضاف في جعل كبدك مقاومًا للإنسولين، وهو هرمون مهم يساعد في تحويل السكر الموجود في مجرى دمك إلى طاقة. وهذا يعني أن جسدك عاجزٌ عن السيطرة على مستويات السكر في دمك أيضًا، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بسكري النوع 2.
قـلبك..
عندما تتناول سكرًا زائدًا، قد يؤثر الإنسولين في مجرى دمك على شرايينك، وهي جزءٌ من الجهاز الدوري لجسمك، إنه يُسبب نموَّ جدران الشرايين أسرع من المعتاد وانقباضها، وهو ما يزيد من الضغط على قلبك ويدمره بمرورِ الوقت، وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، والنوبات القلبية والجلطات. كذلك تُظهِر الأبحاث أن تناول كمية أقل من السكر يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، عامل الخطورة الرئيس في الإصابة بأمراض القلب. علاوةً على ذلك، فالأشخاص الذين يتناولون كثيرًا من السكر المضاف (إذ يحصلون على ما لا يقل عن 25% من سعراتهم الحرارية من السكر المضاف) يصبحون عُرضة للوفاة بمرض في القلب ضِعْفَ أولئك الذي تتضمن أنظمتُهم الغذائية أقلَّ من 10% سكر مضاف من إجمالي السعرات الحرارية.
بنكـريـاسك..
عند تناول الطعام، يفرز البنكرياس لديك الإنسولين، ولكن إذا كنت تتناول سكرًا أكثر مما يجب وضَعُفت استجابة جسدك للإنسولين، يبدأ بنكرياسُك في إفراز المزيد من الإنسولين. فيؤدي في النهاية إلى تعطُّل البنكرياس المُجهَد وارتفاع مستويات السكر في دمك، إعدادًا لإصابتك بسكري النوع الثاني وأحدِ أمراض القلب.
كِليـتاك..
إذا كنتَ مصابًا بالسكري، فالكثير من السكر قد يؤدي إلى الفشل الكلوي. تؤدي الكلى دورًا مهمًّا في تنقية سكر الدم لديك. وعند وصول مستويات سكر الدم إلى مقدارٍ معين، تبدأ الكلى في السماح بدخول السكر الزائد إلى بَوْلك. وإذا ظلَّ غير منضبط، فقد يؤدي السكري إلى تدمير الكلى، الأمر الذي من شأنه منعهما من أداء وظيفتهما في تصفية الفضلات الموجودة في دمك. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الفشل الكلوي.
وزنـك..
ربما هذا ليس بالخبر الجيد على مسمعك، ولكن كلما أكثرت من تناول السكر زاد وزنك. وتُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يشربون مشروبات مُحلَّاة بالسكر يميلون إلى أن يزِنوا أكثر – ومن ثَمّ تكون خطورةُ إصابتهم بسكري النوع 2 أعلى – من أولئك الذين لا يفعلون، حتى إن إحدى الدراسات وجدت أن الأشخاص الذين زادوا من معدل استهلاكهم للسكر قد ازدادت أوزانهم بمقدار 770 جرامًا في أقل من شهرين.
صحـتك الجنسيـة..
ربما ترغب في تخطي الحلوى في ليلة مواعدتك؛ فقد يؤثر السكر على سلسلة الأحداث اللازمة لحدوث عملية الانتصاب، وتفسر ذلك برونيلدا نازاريو، حاملة درجة الماچستير، والمُحررة الطبيَّة المساعِدة في موقع ويبمِد: ”إن أحدَ الآثار الجانبية الشائعة للارتفاع المزمن في مستويات السكر أنه يمكن أن يسبب العجز الجنسي للرجال“. وهذا لأنه يؤثر على جهازِك الدوريّ المتحكم في تدفُق الدم عبر بدنِك، والذي يجب أن يعملَ بشكلٍ سليم للوصول إلى الانتصاب والإبقاء عليه.
المصدر: https://goo.gl/th4LMS