تاريخ الشعر العامي فى مصر
إزاي أفضل أهيم
فؤاد حداد
ع الخط المستقيم
من حارة لجوة حارة
وأفضل قلبي سليم؟
للإطلاع على المقال على قناتنا على اليوتيوب:
متى نشأ الشعر العامي؟
تعود بداية الشعر العامي إلى الأندلس حيث كان يطوف مجموعة من الشعراء على الملوك لكسب المال، ويعود الفضل لهولاء الشعراء فى تطور الشعر العامي حيث كانوا يخالطون العامة، و قد أثارت الموشحات الأندلسية إعجاب هؤلاء الشعراء بما تتميز به من أنماط وأوزان اختلف عن شعر الفصحى، فساعد هذا الأمر على انتشار الموشحات الأندلسية بلغة عامية وإن كانت لا تختلف كثيرًا عن الفصحى فى ذلك الوقت، ومع تطور العامية تطور معها الشعر أيضا وبدأ فى اتخاذ أشكال مختلفة مثل المربعات أو فن الواو.

ولعل أشهر ما وصل إلينا من هذه المربعات هى مربعات ابن عروس والذى اختلف البعض حول حقيقة وجوده، وهل هو شخصية حقيقة بالفعل أم أنه شخصية أسطورية من نسج الخيال الشعبي يتم نسب الأشعار إليها ؟ لكن تشابه المربعات المنسوبة إلى ابن عروس وقوة بنائها يجعلنا نميل إلى كونه شخصية حقيقية بالفعل.
وظل شعر العامية فى صورة المربعات أو فن الواو حتى ظهرت أشعار المناضل عبد الله النديم، فكتب أشعاره بلغة وسيطة بين الفحصى و الشعر العامي وهذا ما ساعد على انتشارها بين كافة الطبقات أثناء الثورة العرابية، و قد كتب عبد الله النديم الشعر بشكل السرد المتدافع أو الكتابة متلاحقة الأنفاس، وكما كانت أشعار عبد الله نديم تلهم المجتمع المصري فأنها ايضا ألهمت شعرائه.
فجاء من بعده بيرم التونسي وحمل لواء كتابة الشعر بلغة عامية تتسم بالنقد والسخرية، وإن كان يعيب على بيرم التونسي عدم اهتمامه بالشكل الجمالى المطلوب لجذب الناس، ويأتى من بعد بيرم التونسي العديد من شعراء العامية مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم، وكان لكل منهم تميزه وصوته الخاص الذى يسعى إلى ايصاله إلى الجمهور بشتى الطرق.
ولكن هل للشعر العامية انواع أم أنه مدرسة شعرية واحدة؟
فى حقيقة الأمر عند الحديث عن شعر العامية يجب علينا إلا نخلط بين ثلاث أنواع تندرج تحت هذا الفن.
النوع الأول وهو الشعر الشعبي بما يمتاز به من خصائص وهو المشافهة وطقوس الاداء والملكية العامة والتأليف المشترك.
والنوع الثانى هو الزجل ويرتكز هذا النوع على عنصرين فقط من عناصر الشعر وهما الوزن والقافية، كما انه يمتاز بالمباشرة فى معالجة موضوعاته والتى وتهتم غالبا بالنقد الاجتماعى.
والنوع الثالث وهو النوع الذى نتحدث عنه وهو الشعر العامي والذى تكتمل فيها كافة العناصر الشعرية، فإلى جانب الوزن والقافية نجد اهتمامه بالرؤية الفكرية.
لكن كيف تم استقبال الشعر العامي؟
بداية تم اتهام شعراء العامية بأنهم يعملون ضد القومية العربية نتيجة لكتابتهم باللهجاب المحلية، رغم أنه تم استخدام الشعر العامى فى فترة السيتينات لزرع روح القومية العربية من خلال الشعر والأغنية، فكانت القصائد تنحاز الى الطبقات الشعبية وتروج للمد القومى فكان اختيار العامية دافعا قوميا لدى الشعراء، وكان الاتهام الثانى لشعر العامية هو السوقية والابتذال والتدنى الفنى وابرز انصار هذا الاتجاه الاديب نجيب محفوظ، الا ان شعر العامية اثبت انه يطرح افكارا تكون فى كثير من الاحيان اكثر عمقا وفلسفا من نظريتها فى الفصحى.
وقد ذهب الشعار فؤاد قاعود الى حد الاعتراض على مسمي شعر العامية وكان من وجهة نظرة ان التسمية من الاساس خاطئة فقال :” لقد آن لنا أن نتخلص من هذا الخطأ الشائع والوهم الباطل، فليس هناك شىء بهذا الاسم.. هناك لغة واحدة هى العربية، وليست لهجتنا إلا قراءة مصرية للعربية “، لذلك فأن ما يفرق بين شعر وشعر ليس فصاحته او عاميته بل جودته والافكار التى يطرحها.
أشهر شعراء العامية
فى البداية وقد تحدثنا عن ادوار كلا من ابن عروس وعبد الله النديم و بيرم التونسي فى ظهور و تطور شعر العامية، الان نلقي نظرة سريعة على ابرز شعراء العامية
صلاح جاهين
صلاح جاهين
محمد صلاح الدين احمد بهجت – شاعر و رسام وكاتب ورسام و منتج افلام مصري، وأطلق على جاهين لقب شاعر الثورة وفيلسوف القرّاء، وذلك لأنه كان يدافع عن الفقراء ويتبنى مواقفهم في شعره، و تضمنت اشعاره العديد من المواقف مثل معاناة الفلاح المصري والتوحد مع افراد الشعب والتمثل اللاواعى للذاكرة الجمعية للمصرين، كما ساهم فى تطوير الاغنية المصرية فكت العديد من الاغانى التى ظلت عالقة فى ذاكرة المصريين ونذكر منها، صورة و والله زمان يا سلاحى و مفترق الطرق و ولد و بنت، وقد نال وسام العلوم والفنون من الدرجة الاولى وفى عام 2015 صدر طابع بريدي يحمل صورته تكريما له.
عبد الرحمن الابنودى
عبدالرحمن الأبنودي
ولد عبد الرحمن الابنودى فى 11 ابريل 1938 بقرية ابنود الواقعة فى محافظة قنا بصعيد مصر، وخلال نشأته فى قرية ابنود تعرف شاعرنا على تراث المنطقة وثقافتها وتعلق بأشعار السيرة الهلالية التى يتغنى بها اهل الصعيد، وتناول الابنودى فى اوائل قصائده مشاكل بيئة الصعيد الذى عاش فيه، وتعد قصيدة جوابات الاسطي حراجى هى اشهر اشعار الابنودى، كما اشتهر ايضا بكتابة العديد من الاغانى الوطنية مثل عدى النهار و احلف بسماها و بتربها وصباح الخير يا سينا، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001 وكان اول شاعر عامية يحصل على جائزة محمود درويش للأبداع العربي عام 2014
وفي المرحلة الحالية نشهد صعود مجموعة من شعراء العامية الشباب وعلى رأسهم مصطفى إبراهيم ويبدو أن الشعر العامي سيستمر في إبداعه.

فما رأيك أنت هل سيستمر بالفعل؟ وما رأيك فيه؟