3 استراتيجيات تساعدك على إنجاز أعمالك وتحقيق أهدافك في الحياة

Comments 0
الموقع:Harvard Business Review Ascend
الكاتب:Heidi Grant
تاريخ النشر:26 يناير 2020
العنوان:How to Get Over “I Don’t Want to Work” and Get Things Done

هناك ذلك المشروع الذي تركتَه وراء ظهرك: ذلك الذي يقترب موعد تسليمه اقترابًا غير مريح، وهناك ذلك العميل الذي ينبغي عليك حقًّا أن تعاود الاتصال به: ذلك الذي لا يفعل شيئًا سوى التذمر والتغذِّي على وقتك الثمين. لحظة! ألم تفكر كثيرًا في أنك ستحاول الذهاب إلى صالة التمرين كثيرًا هذا العام؟

أيمكنك أن تتخيل كم ستقل مشاعر الذنب والتوتر والإحباط التي تشعر بها إن استطعت بطريقة ما مجرد أن تحمل نفسك على إنجاز الأعمال التي لا تريد إنجازها حينما يُفترَض بك أن تنجزها بالفعل؟ ناهيك عن كم ستزداد سعادتك وكفاءتك؟

النبأ السار هنا -وهو نبأ مبشِّر- أنه يمكنك أن تتحسن في عدم تأجيل الأعمال إذا اتّبعْت الاستراتيجية المناسبة، ويعتمد التعرف على الاستراتيجية التي عليك اتباعها على الأسباب التي تدفعك إلى التسويف من الأساس:

السبب الأول: تؤجل الشيء لأنك تخشى الإخفاق فيه.

الحل: اتبع طريقة “التركيز على الوقاية”.

ثمة وسيلتان للنظر إلى أي مهمة.

إنجاز

فيمكنك إنجاز عمل لأنك تنظر إليه على أنه وسيلة لتصبح أفضل مما أنت عليه الآن: أيْ على أنه فوز أو إنجاز، كما هو الحال عندما تطرأ على ذهنك عبارات مثل: “إذا أتممتُ هذا المشروع بنجاح سأبهر رئيسي”، أو” إذا انتظمت في التمرين سأبدو مذهلًا”.

ويطلق الأخصائيون النفسيون على هذا تركيزًا على الترقِّي، وتُظهر الأبحاث أنه عندما تتبع هذه الوسيلة، تحفزك فكرة تحقيق المكاسب، وتبذل أفضل ما لديك من جهد عندما تشعر بالحماس والتفاؤل. جيد، أليس كذلك؟ حسنًا، إذا كنتَ تخشى الإخفاق في المهمة المقصودة، فهذه ليست طريقة التركيز المناسبة لك. إن القلق والشك يهدمان التحفيز بالترقي من أساسه، وهو ما يتركك أقل ميلًا إلى فعل أي شيء بالكلية.

ما تحتاج إليه هو وسيلة للنظر إلى ما يجب عليك إنجازه بطريقة لا يهدمها الشك، بطريقة تحقق بها تقدمًا بمعنى أدق. فعندما تتبع طريقة التركيز على الوقاية، تنظر إلى المهمة باعتبارها وسيلة للتمسك بما لديك بالفعل، أو لتفادي الخسارة، بدلًا من التفكير في الطريقة التي سيتحسن بها وضعك. يرى من يركزون على الوقاية أن إتمام مشروع هو وسيلة لتكف عن نفسك غضبَ مديرك أو ازدراءه إياك.

وعادة ما يكون الانتظام في التمرين وسيلةً لكيلا “تتخلى عن نفسك”. وتُظهر عقودٌ من البحث، الذي أصفه في كتابي Focus، أن التحفيز بالوقاية يزيد بالقلق على ما قد يفسد. فعندما تركز على تجنب الخسارة، يتضح أنه لا سبيل إلى النجاة من الخطر سوى فعل شيء في الحال. وكلما كنت قلِقًا أكثر، عبرتَ بوابة الخطر أسرع.

أعلم أن الأمر لا يبدو مدعاة للضحك، خاصةً لو كنتَ أكثر ميلًا إلى النوع المركز على الترقي في أغلب الأوقات، ولكن قد لا تكون هناك وسيلة للتغلب على قلقك بشأن الإخفاق أفضل من التفكير جديًّا في كل العواقب الوخيمة لعدم فعل أي شيء.

 هيا، املأ نفسك بالقلق! إنه شعور بغيض، لكنه يُجدي!

نرشح لك: 5 أمثلة لأهداف الحياة التي تحفزك لتفعل أحدها اليوم

السبب الثاني: تؤجل الشيء لأنك “لست في مزاج” مناسب لفعله.

الحل: افعل ما يفعله السيد سبوك * وتجاهل مشاعرك، فهي تقف في طريقك.

إرادة إنجاز أعمالك

في كتابه الرائع الترياق: السعادة لمن لا يمكنهم احتمال التفكير الإيجابي، يشير أوليفر بيركمان إلى أنه في معظم الأحيان عندما نتفوه بعبارات مثل: “لا أستطيع النهوض من الفراش باكرًا في الصباح،” أو “لا أستطيع تشجيع نفسي على التمرُّن”، فما نعنيه حقًّا أننا لا نستطيع أن نشجع أنفسنا على أن نكون بمزاج جيد لفعل هذه الأشياء. وعلى كل حال، لا أحد يربطك في سريرك كل صباح، والكرات المرتدة المخيفة لا تسُدُّ المدخل إلى صالة تمرينك. ماديًّا لا شيء يقف في طريقك، بل لست في مزاج لفعل الشيء فحسب. ولكني أسألك السؤال الذي يسأله بيركمان: “من قال أنك في حاجة إلى الانتظار حتى “تكون في مزاج جيد” لفعل شيء لكي تبدأ في فعله؟”

فكر في الأمر قليلًا لأنه مهم بحق. ففي مكان ما على الطريق، أيَّدْنا جميعًا – بغير أن ندرك ذلك بوعينا – فكرة أنه لنتحمس وننجح علينا أن نكون في مزاج لنرغب في فعل شيء، علينا أن نتشجع لفعل ذلك. ولا أعلم حقًّا لماذا نؤمن بهذا، لأنه محض هراء! أجل، على مستوىً ما عليك أن تلتزم تجاه ما تفعله -عليك أن تريد- أن ترى المشروع مُنجَزًا، أو أن تصبح أصح، أو أن تبدأ يومك أبكر، ولكن لا حاجة لك أن تكون في مزاج جيد لفعل ذلك.

في الواقع، كما يشير بيركمان، كثير من الفنانين والمؤلفين والمبتكرين ذوي الإنتاج الغزير قد أصبحوا كذلك جزئيًّا لاعتمادهم على روتين للعمل أجبرهم على العمل لعدد ساعات معين في اليوم، مهما كان شعورهم بفقدان الإلهام (أو في أحوال كثيرة، بالثمل). ويذكِّرنا بيركمان بملاحظة الفنان الذائع الصيت تشاك كلوس أن “الإلهام للهواة، أما سائرنا فينهض ويبدأ العمل.”

إذًا إن كنت جالسًا هناك، تؤجِّل عملًا ما لأنك لست في مزاج جيد لأدائه، تذكر أنك لست في حاجة حقيقية إلى أن تكون في مزاج جيد لفعله. لا شيئ يمنعك.

السبب الثالث: تؤجل الشيء لأنه صعب أو ممل أو غير سار بأي شكل.

الحل: استخدم التخطيط بطريقة إذا-إذًا.

تكثر محاولاتنا لحل هذه المشكلة بالذات بالإرادة المحضة: في المرة التالية، سأجعل نفسي أبدأ العمل على هذا في وقت أبكر. وبالطبع، لو كنا نملك قوة الإرادة لفعل ذلك حقًّا، لَمَا أجلناه من البداية. وتشير الدراسات إلى أن الناس معتادون على المبالغة في تقدير قدراتهم على ضبط النفس، ويعتمدون عليها كثيرًا لإبعادهم عن غيابة الجُب.

أسْدِ إلى نفسك معروفًا وتقبَّل حقيقة أن قوة إرادتك محدودة وأنها ربما لا تكون دومًا على مستوى التحدي لحملك على إنجاز الأعمال التي تجدها صعبة أو متعبة أو كريهة بأي شكل. فبدلًا من ذلك، استخدم التخطيط بطريقة إذا-إذًالإنجاز المهمة.

إن وضع خطة “إذا-إذًا” ليس مجرد تحديد للخطوات المعينة التي تحتاج إلى اتخاذها لإتمام مشروع ما، بل هو أيضًا تحديد أين ومتى ستتخذها.

إذا أصبحت الساعة 2 مساءً، إذًا سأتوقف عما أفعله وأبدأ العمل على التقرير الذي طلبه بوب.

إذا لم يذكر رئيسي في اجتماعنا طلب زيادة الراتب الذي قدمته إليه، إذًا سأطرح الموضوع من جديد قبل انتهاء الاجتماع.

من خلال اتخاذ قرار دقيق مسبق بما ستفعله ومتى وأين ستفعله، فلا تقاعُس عندما يحين الوقت. لا هل عليَّ حقًّا أن أفعل ذلك الآن؟ أو أيمكن لهذا أن ينتظر حتى وقت لاحق؟ أو ربما ينبغي عليَّ فعل شيء آخر بدلًا من هذا. عندما نتباطأ يأتي دور قوة الإرادة الضروري في اتخاذ القرار الصعب، ولكنَّ خطط إذا-إذًا تقلل بشدة من الأعباء التي تثقل قوة إرادتك، وذلك بأن تضمن لك أنك قد اتخذت القرار الصائب قبل اللحظة الحرجة بكثير. بل في الواقع، ثبت في ما يزيد عن 200 دراسة أن التخطيط بطريقة إذا-إذًا يزيد من معدلات بلوغ الأهداف والإنتاجية بمتوسط نسبة 200% إلى 300%.

أعرف أن الاستراتيجيات الثلاثة التي أعرضها عليك، من تفكيرٍ في عواقب الفشل وتجاهلٍ لمشاعرك وانخراطٍ في التخطيط المُفصَّل، لا تبدو ظريفة كنصيحة مثل “اتبع شغفك!” أو “ابقَ إيجابيًّا!” ولكن هذه الاستراتيجيات تنفرد بالميزة التي لا جدال فيها وهي النجاح: الذي هو بالضبط ما ستكون أنت عليه إذا استخدمتها.

*السيد سبوك: شخصية خيالية في الفيلم والمسلسل التلفزيوني Star Trek.

إقرأ أيضًا: قبّل أهدافك مودعًا إن لم تمارس السيطرة على النفس