نظرة على مفهوم السينما المستقلة، وما أهم الأفلام المستقلة المصرية؟
للإطلاع على المقال على قناتنا على اليوتيوب:
ظهر مفهوم السينما المستقلة فى ستينيات القرن الماضى، فمنذ نشأة السينما وحتى هذا الوقت، تكونت شركات انتاج وتوزيع ونجحت فى السيطرة على صناعة السينما، مما جعلها تسيطر بالكامل على نوعية الافلام المقدمة الى الجمهور، مما وضع العديد من القيود على صناعة السينما، فظهرت الحاجة الى السينما المستقلة للتخلص من هذه القيود، اما بالنسبة للسينما الاوروبية، فكانت القيود المفروضة تتعلق بالامور الفنية، البناء التقليدي للسيناريو وقواعد التصوير والاخراج، فأتجه السينمائيين الاوروبيين لكسر هذه القواعد، حتى يتخلصوا من هيمنة السينما الامريكية، وينجحوا فى تقديم رؤيتهم الفنية.
متى ظهرت السينما المستقلة فى مصر ؟
يربط النقاد ظهور السينما المستقلة فى مصر مع ظهور تقنية التصوير الديجيتل، ويذهب الى البعض الى اعتبار العام 2008 هو عام ظهور السينما المستقلة، مع خروج افلام بصرة للمخرج احمد رشوان، وفيلم ميكروفون للمخرج احمد عبد الله، وفيلم عين شمس للمخرج ابراهيم بطوط، وتوالى ظهور العديد من الافلام التى حملت طابع السينما المستقلة فى مصر مثل، هليوبليس – الخروج للنهار – اخضر يابس – يوم الدين، ويبدو من الافلام المصرية التى تحمل طابع السينما المستقلة، انها تسعى لمواجه ازمات الانتاج وتحكم الشركات فيما يعرض فى صالات السينما، وكما اوضحنا ان السينما المستقلة تظهر دائما لحل مشكلة يراها صناع السينما
فهل مشكلة الانتاج هى المشكلة الاكبر فى السينما المصرية ؟
بدأت السينما فى مصر فى 20 يونيه 1907 بتصوير فيلم تسجيلي عن زيارة الخديوي عباس حلمى الثانى للأسكندرية، وتوالت المحاولات حتى خروج اول فيلم مصري روائي ناطق عام 1932 وهو فيلم اولاد الذوات، وتحققت النقلة الكبري فى السينما المصرية مع تأسيس استديو مصر عام 1935 ، والذى عمل على انتاج عدد كبير من الافلام المصرية لسنوات طويلة حتى ظهور القطاع الخاص، وفى بداية الالفية الجديد نجحت السينما فى العودة وبقوة وجذب الجمهور من خلال الافلام الكوميدية.
و رغم حدوث هبوط لمستوى الانتاج السينمائي فى مصر فى مرحلة الثمانينيات والتسيعنيات الا ان الانتاج وقتها لم يتوقف نهائيا، وتشهد الفترة الحالية انتاج العديد من الافلام بميزانيات ضخمة، ولا يمكن انكار تحكم شركات الانتاج فى المحتوى المقدم على شاشات السينما، ولكن هل الانتاج هى المشكلة الاكبر التى تواجه السينما المصرية حتى تصبح هى العنصر الاهم فى تكوين السينما المستقلة ؟ بالنظر الى تاريخ السينما المصرية نرصد العديد من المشكلات التى تعانى منها السينما و لعل ابرزها
الرقابة
قد يظن البعض ان مشكلة الرقابة ظهرت مع صدور قانون الرقابة على المصنفات الفنية، ولكن تاريخ الرقابة يعود الى ما قبل ذلك بكثير، و تعد اول ازمات الرقابة فى مصر كانت مع الفنان يوسف وهبي، ففى عام 1928 وافق يوسف وهبي على ان يقوم بتمثيل دور النبي محمد فى فيلم من انتاج تركي، وعند انتشار الخبر وصل الامر معه الى حد تهديده بسحب الجنسية المصرية منه و منعه من السفر ولو بالقوة، وفى عام 1938 تم منع عرض فيلم لاشين والذى تنبأ بثورة الظباط الاحرار قبل حدوثها بأربعة عشر عاما، مما اضطر صناع العمل الى تغير نهايته حتى يرضي القصر الملكى ويتم عرض الفيلم، وصدر قانون الرقابة على المصنفات الفنية عام 1955 ليبدأ عصر اشد واقوى فى الرقابة على السينما.
و طال مقص الرقيب كافة الافلام التى لا تتوافق مع رؤيته السياسية والدينية والاجتماعية، الا ان هناك بعض من الافلام قد تم عرضها فى عصر معين للتأكيد على حرية الابداع فى هذا العصر، كما حدث مع افلام الكرنك و ميرميار، الا انه فى نفس هذا العصر تم منع افلام اخري مثل زائر الفجر، وتبقي الازمة الاكبر والتى تشكلت لجنة من 3 وزراء للنظر فيها، هى ازمة فيلم البرئ للمخرج عاطف الطيب، واستمرت الرقابة فى منع العديد من الافلام لعدة اسباب وكان اخرها فيلم اخر ايام المدينة للمخرج تامر السعيد، وتبقي مشكلة الرقابة ازمة كبري تواجه كل صانع سينما، وان كان الانتاج مهم فى عملية صناعة السينما فأن حرية الفكر وحرية الابداع هى العملية الاساسية.
المركزية
رغم اقبال الجمهور الدائم على الافلام السينمائية، الا اننا بالنظر الى خريطة عرض وصناعة الافلام لوجدنا انها متوافرة فى القاهرة دون باقي المحافظات فى مصر، وقد يكون هذا الامر سبب فى عدم تنوع المعروض من السينما، و تواجد نمط سينمائي يكاد يكون متطابق فى قصصه ورؤيته وطرق اخراجه، فهل اذا نجح مجموعة من السينمائين فى اقامة دار عرض وصناعة افلام فى احد المحافظات، فسيتم اعتبارها مستقلة عن مركزية السينما المصرية