أهداف سويف .. قراءة اللغة العربية بالإنجليزية
عنوان المقال | Ahdaf Soueif: Reading Arabic into the English |
الكاتب | Lina Attalah |
تاريخ النشر | APRIL 29, 2010 |
الموقع | EGYPT INDEPENDENT |
أهداف سويف
تشتهر بأنها المؤلفة المصرية أهداف سويف التي تكتب باللغة الإنجليزية، تكشف كتاباتها الإبداعية فضولًا لا ينضب لكونها عربية الأصل وتكتب باللغة الإنجليزية. لكن أهداف طرحت الشك جانبًا في محاضراتها الأخيرة والتي كانت جزءًا من سلسلة ” In-Translation ” الذي استضافته الجامعة الأمريكية في القاهرة.
وبدلًا من ذلك أعادت النظر في كل من مقالاتها وأعمالها الخيالية، وأعادت سرد تقنيات الترجمة المستخدمة في الكتابة باللغة الإنجليزية عن حياة العرب والمصريين. دَعَت سامية محرز – أستاذة الحضارات العربية والإسلامية ومديرة مركز دراسات الترجمة – أهداف لتتحدث عن المؤلف باعتباره مترجمًا، ومن ثَم تستفيد من الاستخدام الإبداعي للغة في نقاط التقاء العديد من الثقافات.
بدأت سويف بتحديد سبب كتابتها باللغة الإنجليزية قاصَّةً حكاية تتسق مع إجاباتها الكثيرة السابقة عن هذا السؤال قائلة:” لم أعنِ مطلقًا أن أكتب باللغة الإنجليزية، فقد افترضت أنني سوف أكتب القصص يومًا ما، وظننت بديهيًا أنني سوف استخدم اللغة العربية في ذلك، ولكن حين آتى ذلك اليوم وحصلت على درجة الليسانس والماجستير والدكتوراة في اللغة الإنجليزية اتجهت للكتابة، وقد فوجئت من نفسي لعدم قدرتي على كتابة القصة باللغة العربية، فما زالت لغتي العربية جيدة بما يكفي لكتابة تقرير أو رسالة، لكن اتضح لي أن كتابة القصص الخيالية لم تكن هي ما أردت فعله.”
أجرت محرز محاكاة لمحادثة مع أهداف لتطلب منها أن تصور ما الذي تحاول ترجمته إلى الإنجليزية بوصفها كاتبة عربية، قائلة” هل تعتقدين أن دور المترجم أصبح دورًا فرضه المترجم على نفسه؟ هل هذا الدور مقيد للمؤلف؟”.
تجيب سويف على تلك الأسئلة وغيرها من خلال قراءة مقتطفات من أعمالها. عندما يكون المشهد حوارًا وسواء كانت الشخصيات مصرية أو عربية، كان بإمكاني أن أسمعهم يتحدثون بالعربية في ذهني، فكان هناك إيقاع للترجمة. إن الترجمة عملية تلقائية فلم أفكر في استراتيجيات الترجمة من الناحية النظرية. كنت اكتب قصة وكانت تلك الشخصيات تتحدث. كانت تحتاج أن تبدو أصيلة وحقيقية وحية وهذا ما كنت أُحاول فعله. وبعد ذلك تقرأ مقتطفًا من إحدى القصص القصيرة التي كتبتها وتجعلنا نستمع إلى العامية العربية من خلال كلماتها الإنجليزية.

ثم تنتقل إلى روايتها الأولى بعنوان ” In the Eye of the Sun ” (أنكور، 2000) التي كانت الشخصية الرئيسية فيها مصرية تدرس الأدب الإنجليزي وتذهب إلى المملكة المتحدة للحصول على دكتوراه في مجال الاستعارة في الشعر. قرأت مقتطفات يُطلب فيها من هذه الشخصية حضور ندوة في اللغويات ونطق أصوات ذات صلة بلغتها. كانت تحاول حتى وصلت لمرحلة محددة حُظِرت بعدها. ” تسلط رواية ( In the Eye of the Sun ) الضوء على مسائل متعلقة باللغة بوصفها معضلة في حاجة إلى حل “كما تقول. ثم تقرأ لنا مقتطفات كانت ترى فيها هذه الشخصية رسالة بالعربية وترتجل ترجمتها إلى حبيبها الإنجليزي، مزيلة أثناء ذلك بعض الخصوصيات الثقافية في هذه العملية فحرمته من الوصول إلى اللغة.
وتابعت لتوضح أن اللغة تحتل الصدارة في روايتها الثانية ” The Map of Love ” (أنكور،2000) بالنسبة لي ينتقل الأمر من كيفية جعل شخصياتكم أصيلة إلى ما هي سياسات تمثيل لغة ما، وسياسة الاستقبال والاستراتيجيات التي تحتاجون إلى اتباعها، لقد أصبح كل هذا متبلوراً تمامًا في The Map of Love “.
وعندما ترجمت سويف العمل الأكثر تأثيرًا لمريد البرغوثي ” رأيت رام الله ” (أنكور،2003). تناولت السؤال عن الكاتب بصفته مترجمًا، أساسًا من خلال كونها المترجم في العلاقة وجعلتنا نتجول معها في هذه العملية. وتقول:” إن قراءة أجزاء من النص ثم الانتقال إلى الكمبيوتر المحمول لترجمتها كان أمرًا أخرق، ولذلك حصلت على آلة إملاء. سأحمل الكتاب، وستقرأ عيناي باللغة العربية وأتحدث باللغة الإنجليزية في المسجل. ثم فرغت التسجيل لاحقًا وبعد ذلك حررته مرتين. شعرت أنها ترجمة أصدق وفورية أكثر إذ أتيح لي أن أطوف داخل النص وسمحت له أن يمر خلالي.”
كذلك كتبت سويف عن المجتمع والسياسة المصريتين في الإعلام الغربي. وقد قرأت مقتطفات من مقال كتبته لصحيفة الغارديان عن المظاهرات في القاهرة عام 2005، ترجمت فيه الهتافات العربية إلى الانجليزية مع الحفاظ على الوزن والقافية، ناقلة ” عسكر عسكر عسكر ليه ؟ احنا في سجن ولا إيه؟” كما يلي
” ?Guards, guards, guards, why? Are we in a prison or an open sky.”
كان حديث أهداف سويف ختامًا لسلسلة محاضرات In-Translation التي استمرت على مدار الأشهر القليلة الماضية. ينبع ذلك من اهتمامها بإنشاء نقاش عام عن الترجمة ودراساتها قائلة “إن دراسات الترجمة يعتبر مجالًا أكاديميًا جديدًا إلى حد ما وكان نتيجة لتوجهات وآثار دولية متعددة التخصصات. وهي توجه نفسها نحو السفر عبر التخصصات الأكاديمية التقليدية لإنشاء محادثات بين الثقافات ومجتمعات عابرة للحدود. إن الاهتمام اليوم بمجال الترجمة ودراسات الترجمة أصبح أقوى من أي وقت مضى”.
تقديم سويف لأعمالها من خلال عدسة ” الكاتب باعتباره مترجمًا” ليس سوى شهادة على ثراء هذا المجال.
إقرأ أيضًا: أحمد خالد توفيق .. كيف تميز عن غيره؟