باسم يوسف.. الساخر الذي لا يمزح في صحته

Comments 0
عنوان المقال
Bassem Youssef: The Comedian Who Doesn’t Joke About His Health
تاريخ النشر:2016
الموقعThe Daily Crisp
الكاتب:Carly Grijalva

تنوية: المقال ترجمة للقاء صحفي لباسم يوسف

الآن وقد سمعنا عن الأمثلة المختلفة والتي تبدو خارقة  للتحولات الصحية التي جعلت باسم يوسف يتخلص من المنتجات الحيوانية. حتى أننا نقبنا بشكل أوسع لنعرف ما قاله الدكتور عن ديناميات والتحديات التي تواجه النظام النباتي الذي يتم تطبيقه في عصرنا الحالي والذي يعتبر عالماً يعتمد على اللحوم.

باسم يوسف

ماهي نصيحتك الأولى التي تقدمها لشخص يتبع نظاماً نباتياً أو نظاماً قائماً على النبات؟

“الإرادة! للقيام بذلك؛ يجب أن تنبع من الداخل، والطريقة التي تجعلها داخلية هي أن تقرأ كثيراً عن هذا النظام، لأنه يمكنني أن أخبرك بمدى فائدة هذا لك لكن إذا لم تقتنع بذلك لن تكون هذه الطريقة التي  تدفعك لفعل ذلك في الواقع.

نصيحتي الثانية هي ألا تجوع أبداً لأنه عندما تشعر بالجوع ستجذبك الأشياء الاخرى (خارج النظام المُتبع) لتناولها. هذه ليست حمية فلا تجعل نفسك تجوع. عندما يتم دعوتك للخارج فإنه يتم إغرائك وهذه هي المشكلة الوحيدة.  لكنك على دراية بما يجعلك تشعر بحالة جيدة وما يجعلك تشعر بالسوء. بعد ذلك تصبح عملية ضبط ذاتي.”  

هل هناك كتاب تود ترشيحه عن كيفية البدء في النظام النباتي؟ 

” يوجد العديد منهم، أهمهم The China Study، وكتاب  The Starch Solution   للكاتب الدكتور جون ماكدوجال. وهو كتاب سهل وقراءته مسلية. الدكتور جون رجل مضحك وله مقاطع فيديو على الإنترنت مضحكة للغاية. إنه مغرور وعدواني ويشرح بطريقة بسيطة جداً. كما أنصح بكتاب Eat to Live   وكتاب آخر يسمى The Low Carb Fraud، وذلك لأننا تربينا على الخوف من الكربوهيدرات،  لكن في الحقيقة يمكن اعتبارها مفيدة ما لم تأكل الخبز الأبيض والسكر؛ فنحن آلات تعمل بالكربوهيدرات، نعني بذلك أننا نستخدم الكربوهيدرات كوقود لنا.

حدث كل ذلك في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي التي دعت إلى البروتين، والبروتين، والبروتين، والحمية النشطة، وكل هذا جعل الناس تخاف من الكربوهيدرات لكن هذا غير صحيح؛ فإذا كانت تأكل طعاماً صحياً فهذا جيد. أوصي أيضاً أن يشاهد الناس فيلم FORKS OVER KNIVES 

لأن معظم هؤلاء الأطباء يظهرون في هذه القصة أنه  فيلم تعليمي للغاية “

ما هي الاختلافات والمزايا والعيوب التي واجهتها في مصر ومقابلها في الخارج مثل الولايات المتحدة الأمريكية ؟  وكيف يمكن حل هذه المشكلات ؟

” أعتقد أن الناس يواجهون نفس المشكلة في كل مكان، لأن النظام غير مُجهز لخدمة هذا النوع من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على النبات وحميات الطعام الكاملة؛ لأنه لا يوجد الكثير من المال منها بالأساس يوجد بالتأكيد أشياء رائعة في ولاية كاليفورنيا لكن يجب أن تقود حتى تصل إليها. وهي المشكلة نفسها في كل مكان… إنها مغرية جداً.

كل هذه الأماكن تفيض بالأشياء اللذيذة الغنية والمتوفرة بسهولة. بالنظر إلى مطبخنا المصري واللبناني نجده نباتي للغاية. إنها نفس المشكلات، ففي نهاية اليوم نجحت في القيام بذلك فقط عندما قمت بوضع نظام  في البيت. الأيام التي أتناول فيها الطعام في البيت تكون مُجزية أكثر لأني أتمكن من السيطرة على طعامي ولا يُغريني أي شيء… إذا كنت تواظب على الطهي فلن يُشكل وجودك في كاليفورنيا  أو دبي أو مصر فارقاً.”

في ظل وجود الكثير من الأدلة الجديدة التي تشير إلى إتباع نظام غذائي خالي من اللحوم ومنتجات الألبان لكونه أكثر فائدة، لماذا لا تزال المنظمات مثل (وزارة الزراعة الأمريكية USDA) تدعم منتجات الألبان قليلة الدسم والنظام الذي يعتمد على البروتين الحيواني؟ 

” لا أحب أن أكون أحد المؤيدين لنظرية المؤامرة؛ لأنه لا يوجد بالأساس مؤامرة. ومرة أخرى ليست هذه بمؤامرة بل تجارة، وأُناس لديهم أموال طائلة تسيطر على  النظام. ما أعنيه أنه خلال عام واحد أنفقت صناعة الألبان مائة وثلاثة وستين مليون دولاراً على الأبحاث الطبية لإثبات أن الألبان جيدة لك. ترعى شركات اللحوم والألبان والأدوية الكثير من الجمعيات الطبية في الولايات المتحدة رعايةً كاملةً.

إنهم يحمون مصالحهم ويعرقلون هذا النوع من الأبحاث. حتى كولن كامبيل الذي كتب “The  CHINA STUDY” تعرض للاضطهاد وطُرد من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (CALTECH). وحتى بدون وجود مؤامرة؛ فمن الصعب للغاية مواجهة حملة ضخمة قادرة على أن تُخرِس أي صوت.

هكذا تجري الأمور منذ سنوات. قُم بإيقاف أي شخص في الشارع واسأله عن البروتين “أول ما يتبادر إلى ذهنه هو اللحم، لا شك في ذلك! يتساءل الناس من أين أحصل على البروتين والكالسيوم؟ وأخبرهم بأن لا أحد يسأل الغوريلا  ولا الحصان ولا الفيل مثل هذه الأسئلة. الغوريلا هي أقوى حيوان في الأدغال وتزن أرطالاً.  إنها من الحيوانات الأقوى والأسرع والأكبر ولا أحد يسألها. البقرة التي تأكلها لتحصل على بروتين تتناول الخُضَر.

تدعم الحكومة الأمريكية صناعات الألبان واللحوم بثلاثين مليار دولارٍ سنوياً، في  الوقت الذي تدعم فيه نفس الحكومة الإنتاج بثلاثة مليون دولار. ثلاثة مليون مقابل ثلاثين مليار، قم بحسابها! مقدار المال التي تخصصه هذه الصناعات للترويج والإعلان عن نفسها يمكنه أن يُخِرس أي صوت. لذلك فالأمر لا يبدو كأنها مؤامرة إنما تمويل.” 

لِم لا يمتلك الأطباء الجُدد خلفية عن التغذية؟ 

يؤسفني بشدة أن أقول إننا أطباء ولا نحصل على تعليم جيد عن التغذية. وهذه حقيقة في مصر وأمريكا. فلا نتلقى  تدريباً جيداً في التغذية، ويساير الكثير من أطباء التغذية الوضع الحالي وترعاهم شركات الأدوية.” 

هل تناول نظام يعتمد على النباتات يحمي من كل الأمراض المزمنة؟

“أعتقد بشدة أن هذه طريقة بديلة جيدة تساعد في فهم كيفية علاج الأمراض المزمنة، لست من نوعية الأشخاص الذين يقطعون وعوداً، فهذا خطر جداً، لكنني أعتقد أن لدينا دلائل مُشَجعة للغاية لترى مدى فعالية ذلك، وأتمنى أن أرى دعماً مالياً أكثر وأشخاص أكثر يستفيدون من هذا.”

ما رأيك في العصير المُنَقي للجسم وطرق إزالة السموم السريعة على المدى القصير؟

المشكلة في هذه  الأنظمة أن الناس تلجأ لها كعلاج سريع والكثير منهم يعودون إلى حياتهم ثانية. أنا لا أؤيد الحمية ولكني أؤيد تجربة حياتية مغايرة تبقى معك، لذلك إذا كان العصير المُنَقي لسموم الجسم -أو أياً كان الشيء الذي يخلص الجسم من السموم-  قائم على طريقة مستنيرة وعلمية فإنه جيد. لكن عادة ما يكون حلاً سريعاً وتعود المياه إلى مجراها المُعْتَاد.” 

هل تؤمن بوجود الأطعمة السوبر أم أنها مجرد وسيلة للتسويق؟ 

” لا، أنا لا أؤمن بها. أعتقد أنك تصبح بصحة أكبر من خلال الإلغاء لا الاضافة، ما أعنيه أني لا أعتقد أن الناس يجب أن يكونوا متطورين جداً. أن تحصل على المنتجات العضوية المذهلة وكذا ولا أدري ماذا.. هات خضارا وكفى، أحضر العدس والفول وامتنع عن البروتين الحيواني والسكر والأشياء المقلية بغزارة والأشياء المصنعة، وستكون بخير. فما أقصده أن الكينوا رائعة. لكن إن لم يكن لديك الكينوا فلديك مصادر أخرى للبروتين ولا يجب أن يكون لديك الكينوا واللفت فهي غالية جدا في مصر.

كُل فعلا كرجل فقير. اذهب للسوبر ماركت  لقسم الإنتاج وكن مبدعاً ومبتكرا في الوصفات. احصل على الباذنجان والبطاطا الحلوة والكركم وكل ذلك. فأنت لا تحتاج إلى طعام فائق، أياً  كانت محتويات البيض من سيلينيوم وميلينيوم، فأنت فعليا لن تحتاج الكثير إذا حصلت على الأشياء العادية التي اعتادت والدتي ووالدتك طهيها في المنزل كمصريين.

من بين الجبن واللبن والسمك والدجاج واللحوم أيهم الأسهل والأصعب من حيث التخلي؟ وكيف تغلبت على ذلك؟ وكم من الوقت استغرقت؟ 

“بالنسبة لي؛ كان الجبن هو الأصعب، لم يكن اللحم مشكلة كبيرة،  لكن الجبن كان في غاية الصعوبة فإنه مازال مغريا لي حتى اليوم.  لهذا السبب يقول كثير من الناس أني نباتي، فأقول لهم متعجباً إذا فأنتم تتناولون الجبن فيقولون نعم. إنه نفس الشيء، الحليب الذي يعتبر الصورة السائلة من الجبن يعتبرونه أيضا الصورة السائلة للحوم. وإذا نظرت إلى مكونات الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والكوليسترول في اللبن تجدها مماثلة  تماما للحوم.”

إذا كان يمكنك الحصول على بروتين حيواني مرة أو مرتين في الأسبوع  فلماذا تستغني عنه تماما؟ 

“لا توجد منه فائدة، لأنه في كل مرة تأكل فيها تحصل على الكوليسترول الذي لا تحتاجه. إذا بحثت في جوجل عن بناء الجسم النباتي، سوف تجد نتائج مذهلة. أعتقد أن منتجات الحيوانات لذيذة ومن الصعب التخلي عنها، وأعتقد أن الشخص الذي يقتصر على تناول البروتين الحيواني لمرة أو مرتين في الأسبوع أفضل بكثير ممن يتناوله ثلاث مرات في اليوم. لكن أوصيك بالتوقف عنه بالكامل إذا كان لديك مرض وراثي.” 

تعتبر عملية الهضم عملية هائلة؛ فهي تستهلك الكثير من طاقة جسمك، ولهذا فعندما ترى الحيوانات، أو إذا كان لديك حيوان أليف أو طفل رضيع فى منزلك وأصيبوا بالمرض، فسوف تلاحظ أنهم لن يأكلوا لكن يشربون وينامون فقط. إنها فطرتهم وهذه هي الطريقة التي يتغلبون بها على المرض، إنهم يحافظون على طاقتهم لمكافحة المرض بدلا من إهدارها في عملية الهضم. أما عن الأشخاص المصابين بالأمراض أو الذين يرغبون في إنقاص وزنهم بقوة مثل مصطفى، فأنا صارم جدا معهم.

أما الأشخاص الذين يرغبون في تناولها -بالطبع أقصد تناولها لمرة واحدة أو لمرتين في الأسبوع- ذلك لا يعني أن تناولها مرتين في الأسبوع مقبول ثم تناول اللحم مرتين في الأسبوع وبعد ذلك البيض مرتين في الأسبوع ثم تناول الدجاج. وبالنظر إلى وجباتنا الغذائية نجد طبعا أن هذا ما يحدث: نحن نأكل البيض في الصباح ثم نتناول اللحم أو الدجاج بعد الظهيرة وناكل الجبن أو الشيكولاتة كوجبات خفيفة، ونعود مرة أخرى  لتناول الجبن أو الزبادي على العشاء. نستهلك البروتين ثلاث مرات في اليوم، ولذلك يجب تقليلها لتصبح مرة إسبوعياً.

من وجهة نظر طبية، كيف يمكن أن ننصح من لا يستطيع التخلي عن البروتين الحيواني أو من تمرض (معدته) من الكاربوهيدرات أو الفاكهة بنظام غذائي نباتي؟ كيف يمكن التعامل مع تلك الاختلافات الجسدية والوراثية في النظام، وهل يمكننا حقاً أن نقول أن هذا النظام يصلح للجميع؟

“أعتقد أن لديك مجموعة كبيرة من المواد الغذائية النباتية. إذا لم تنجح إحدى الفاكهة، فلديك العديد من الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تنجح. إذا كان لديك نوع واحد من الكربوهيدرات التي لم تنجح … أعني أننا بشر، وبالطبع نحن مختلفون، ولا يوجد نظام واحد يصلح للجميع، لكنني أعتقد أن المشاكل المتعلقة بالنُظم الغذائية القائمة على النبات أقل بكثير من مشكلات النظام الحيواني.

كما أعتقد أن الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون يعانون من مجموعة متنوعة من المشكلات، وهذا هو السبب في أهمية التعليم، ولهذا السبب تعد القراءة مهمة للغاية، ولهذا السبب إذا كان لديك مشكلة فلا ينبغي عليك إحضار القوائم الجاهزة.  تحتاج فقط إلى فهم ما يصلح لك.”