أينشتاين وأفكار كروية

Comments 0

في عالم الساحرة المستديرة نشهد الكثير من المتغيرات، منها ما هو جديد ومنها النوع الاستثنائى. ولكن هل تساءلت يومًا عن وجود النظريات العلمية فى عالم كرة القدم؟ الكثير من المحادثات ظهرت مؤخرًا فى هذه النقطة بعد ارتفاع سقف الحديث عن جماليات كرة القدم، وخصوصًا بعد حقبة برشلونة الذهبية مع بيب جوارديولا، وظهور ما يسمى بعلم كرة القدم من شافى إلى إنيستا  ومعهم ميسى بالطبع، والحديث عن فنيات كروية لها علاقة بالعلوم الطبيعية وعلم الحركة والسكون، وإدخال اسم أينشتاين لمنظومة الكرة الحديثة فى أكثر من جملة. 

نحن بصدد الحديث عن بعض الظواهر التي أثارت الجدل فى عالم الساحرة المستديرة وأدخلت فرصة للحديث عن العلوم فى عالم كرة القدم.. 

 الخط المستقيم والخط المنحني:

في دنيا العلوم ظهرت قضية هامة في المسافات أثارها إقليدس عندما تحدث عن الخط المستقيم بأنه أقرب المسافات بين نقطتين، ثم أتى أينشتاين بعده بفترة ليتحدث أن هذه القاعدة لها شواذ؛ ففى بعض الأحيان يكون الخط المنحني أقرب مسافة بين نقطتين من الخط المستقيم.. 

إذا تحدثنا عن جسم ثنائى الأبعاد ستجد أن المسافة المستقيمة هى الأقرب كما ذكر إقليدس، لكن عندما تتحدث عن جسم كروي يتحرك فى حيز دائري ستكون المسافة الأقرب هى الخط المنحني…

لدينا كثير من الأهداف التي تم إرسالها بخط منحني وكانت أسرع فى الوصول إلى المرمى ، الكرة الثابتة مثلًا عندما يتم إرسالها بشكل منحني تصل أسرع وأدق.. ولدينا في هدف روبيرتو كارلوس فى فرنسا أفضل مثال… 

قرر اللاعب أن يرسل الكرة بشكل منحني بقوة عالية رأيناها تخرج من حيز المرمى، ثم تعود فى خط منحني لتدخل إلى المرمى قبل أن يفكر الحارس بارتيز أن يصل إليها.

الفكرة شبيهة لنظرية أينشتاين -حتى وإن كانت بشكل سطحى- إلا أنها تحقق نفس الفكرة.

الجاذبية ورد الفعل:

عندما يسقط جسم من الأعلى سيتأثر بقوة جذب من الأرض لها مواصفات معينة، أحد هذه المواصفات أنه إن تعرض لأى قوة قبل أن يرتطم بالأرض ستواجه هذه القوة صعوبة فى إرساله بدقة عالية … لكن إن انتظرت هذه القوة أن يرتطم الجسم بالأرض حتى يعود للأعلى وبدأت في الارتطام به فسيكون من السهل توجيهه صوب الهدف المطلوب.

فيديو الهدف:

هكذا فعلها إنيستا وتحدث عن القضية بشكل علمي عندما سجل هدفًا فى هولندا فى نهائى كأس العالم 2010:

“انتظرت الكرة كى تصطدم بالأرض وتعود حتى تفقد قوى الجاذبية الأولية -وأضاف أن هذه المعلومة قد عرفها من الفيزياء-  حتى أستطيع التحكم بها وأُرسلها إلى المرمى…” 

وقد كان فعلًا أن رأينا الكرة تذهب للمرمى بشكل دقيق جداً.

من ضرب قوى الجاذبية الأرضية:

شافي هيرنانديز هو أحد أفضل من لمسوا كرة القدم، أبهرنا طوال مسيرته بتمريراته الرائعة للغاية.. اعتدنا على رؤيته يرسل كرات عالية إلى رفاقه بشكل غريب فنحن نعلم جيداً أن الكرة عندما تسقط من الأعلى للأرض فإنها تعود للأعلى في رد فعل من الأرض فى قصة لها علاقة بديناميكا السقوط… هكذا علمناها طوال حياتنا، إلا أن شافى كانت لديه نظرياته فقد كان يرسل الكرة إلى الأعلى ثم تسقط لاحد أصدقائه على أرضية الملعب دون عودة للأعلى (تتوقف فى محلها دون أية حركات!) كيف يفعلها ومن أخبره بذلك؟ … لا أحد يعلم! 

 شاهد التمريرة فى الثانية 40 من فيديو تمريرات سحرية خاصة باللاعب:

ولهذا لم نكن نتعجب من أن تشافي كان يشتكي من أرضيات ملعب معينة لا تساعده على إتمام مثل هذه الأفكار.

الخروج عن المألوف:

هذه حالة علمية تنتج عادة عندما يقدم أحدهم فكرة جديدة خارجة عن الأمور الاعتيادية، فمثلاً من الاعتيادى أن نرى من يؤلف كتابًا في العلوم، لكن عندما تسمع أن هناك عالم أتى بفكرة لاستعمال اليورانيوم بطريقة سلمية ستجد الجميع يتحدثون عن قدومه بأمر جديد. 

1-   قفزة رونالدو

عندما يقرر أحدهم أن يقفز فإنه يفعل ذلك فى الحدود الطبيعية، يرتفع للأعلى بشكل معين لا يستطيع أحد أن يتخطاه سوى فى أفلام الكارتون … رونالدو أثبت العكس بارتقائه لارتفاع عالٍ بشكل لم يتخيله أحد.

رأينا علماء فيزيائيين يتحدثون عن هذا الارتقاء وكأنهم لم يروا بشريًا يفعل هذا الارتقاء من قبل، وهناك من تحدث عن أنه تخطى حدود علمية تخص المسافة التى يستطيع أن يرتقي إليها أى إنسان فى عالم البشر.

2-   عبقرية ميسي:

ميسي كعادته يبهرنا بما يفعل دائمًا، لكنه أتى بفكرة أصابت العقول بالذهول … كرة قادمة إليه قرر أن يعطيها لمسة لترتفع بشكل غريب. بشكل لم نراه من قبل ثم تسقط فى المرمى من مسافة ليس من المنطقي أن تساعد على إتمام الكرة بهذه الكيفية.

سمعنا عن مدرس فيزياء يقدم شرح للهدف على سبورة لبعض من تلامذته،.. فالهدف له وجهتان : وجهة أبهرت من يتابع كرة القدم -حتى لاعبي الفريقين- ووجهة أخرى هى صفة فيزيائية تخص الحركة من السكون، والحركة المنحنية و التعامل مع عوامل الطبيعة. 

سرعة الانحدار:

نعلم دائمًا أنه عندما يرتفع جسم ما بشكل مائل إلى الأعلى فإنه يصعد بقوة دفع هائلة كي يتصدى لقوى الجاذبية وأنه يتحرك بثوابت معينة تتحكم فى ميله بهذا الشكل.

هكذا فعلها سواريز في هدفه فى مرمى نوريتش سيتى، فعلها أكثر من مرة… يصدم الكرة لترتفع بشكل مائل متجه نحو المرمى، نشاهد حارس المرمى فى كل مرة يتفاجأ بالكرة، وفى حالة إرادته التصدى لها فإنه يجدها تسقط للمرمى بقوة لا تمكنه من إيقافها، ليس الفكرة فقط فى أنها غير متوقعة، لكنها تهبط للمرمى بقوة هائلة مستفيدة بالقوة التي صعدت بها للأعلى وتماشيًا مع قوى الجاذبية الأرضية التى تجعلها قوية جدًا.. 

هكذا إذن في عالم كرة القدم.. أهداف كثيرة أصابتنا بالحيرة والدهشة ولفتت نظر العلماء بسبب ما حدث بها.