بيرني ساندرز | الاشتراكية وبرنامج الأمل والتغيير
مع خفوت نجم جو بايدن، بدأ نجم بيرني ساندرز في اللمعان أكثر منافسًا شرسًا وجاهزًا للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة 2020 خاصةً مع تراجع شعبية الرئيس ترامب، وسبب التراجع لا يعود إلى شخصيته النرجسية فقط ولكن بسبب سياساته الرأسمالية المتطرفة، وتزايد فكرة الهيمنة الأمريكية من جديد على الساحة بمفهوم يشمل إعلان الحرب للسيطرة كما في حالة إيران حاليًا.
في حديثه عن بيرني ساندرز أكد الفيلسوف الأمريكي وعالم اللسانيات نعوم تشومسكي أن بيرني ساندرز يمكنه إغراء مؤيدي ترامب للتصويت للديمقراطيين في حالة فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وترشحه للانتخابات الأمريكية القادمة 2020 عن طريق تقديمه برنامجًا حقيقيًّا “للأمل والتغيير” اللذين يسعى خلفهما الشعب الأمريكى منذ انتخاب الرئيس السابق باراك أوباما عام ،2008 وإعادة انتخابه عام 2012 ولم يجدوا ما يبحثون عنه في انتخاب الرئيس الحالي دونالد ترامب مع تزايد مساندته للرأسمالية الاحتكارية.
وأكد البروفيسور أن الشباب والناشطين خاصةً المنظمات العمالية يمكنها تغيير كفة الانتخابات القادمة، وترجيح كفة بيرني ساندرز المرشح الاشتراكي الديمقراطي في مواجهة الرأسمالي اليميني المتطرف دونالد ترامب.
ويركز بيرني حملته الانتخابية القادمة على القضايا الاقتصادية خاصةً مع زيادة العجز التجاري في الميزانية الأمريكية لهذا العام وأيضًا اهتمامه بالرعاية الصحية وإدخال جميع أفراد الشعب الأمريكي داخل مظلة التأمين الصحي، خاصةً مع إلغاء الرئيس ترامب لمشروع الرئيس السابق “أوباماكير” الذي حظي بانتفاع أكثر من 50 مليون مواطن ودخولهم تحت مظلة التأمين الصحي.
كما يسعى بيرني إلى العودة للاتفاق الأخضر لمحاربة ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري الذي انسحب منه الرئيس ترامب، ويسعى أيضًا لفرض مجانية التعليم الجامعي ورفع الحد الأدنى للأجور لـ 15 دولارًا في الساعة الواحدة، كما يسعى للحد من الانفاق على الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة بلا أي سبب خاصةً أنه كان من أوائل المعارضين للحرب على العراق في الكونجرس الأمريكي حينها.
وفي حديثٍ له مع جريدة النيويورك تايمز قال ما مفاده: “دعني فقط أقول هذا: أنا أدين طوال حياتي البالغة بكل ما في وسعي لمنع الحرب والدمار”.
وتظهر استطلاعات الرأي لمنظمة جالوب عن انخفاض نسبة الديمقراطيين الذين ينظرون للرأسمالية بنظرةٍ إيجابية من 56% عام 2016 إلى 47% عام ،2018 وثبات نسبة من ينظرون للاشتراكية نظرة إيجابية عند 57%.
كما أظهرت الاستطلاعات عن حجم مؤيدي الرأسمالية والتي وصلت لـ 60% ممن تتعدى أعمارهم 60 عامًا و58 لمن هم بين 30-49 عامًا، ووصولها لنسبة 45% لمن تقل أعمارهم عن 29 عامًا، وهم الفئة التي يطمح بيرني للعول عليها في مساندته في الانتخابات خاصةً مع فوز الهان عمر بمقعد في مجلس النواب وهي تمثل تلك الفئة بشدة.
وتزيد نسبة من يؤيدون الاشتراكية لمن تقل أعمارهم عن 29 حتى تصل إلى 51% مما يدل على تغير واضح في الأفكار، وربما يرجع ذلك إلى سياسات الرئيس ترامب الحالية المجحفة والتي تساند الأغنياء وتدعم استخدام القوة العسكرية والقرارات المتهورة، والتى تسحب من أموال دافعي الضرائب من أجل تمويل الحروب.
هل يمكن أن نرى القوة الرأسمالية الكبرى تتحول تدريجيًّا إلى الاشتراكية ولو لفترةٍ رئاسية واحدة مدتها 4 سنوات فقط؟ وهل يمكن أن تؤثر تلك الفترة الصغيرة في الأيدلوجية الأمريكية وتحاول إسقاط المقدسات الأمريكية؟ هل يمكن أن نرى تلك الفترة من الأساس
المصادر :
موقع حملة بيرني ساندرز
https://ballotpedia.org/Bernie_Sanders_presidential_campaign,_2020
مقابلته مع النيويورك تايمز
حديث نعوم تشومسكي عن بيرني ساندر في الإندبندنت
استطلاعات الرأي من مؤسسة جالوب
https://news.gallup.com/poll/240725/democrats-positive-socialism-capitalism.aspx