عاد لينتقم.. جوارديولا يسحق البريمرليج
فى الموسم الماضى كانت تجربة بيب الأولى فى الدورى و التى عانى فيها من الكثير من الأمور من الخروج الأوروبى الكارثى أمام موناكو إلى السقوط المستمر فى الدورى إلى الأراء المتواصلة حول فشل أفكار جوارديولا ولاعبيه فى الدورى .. وتحدثت عن دفاع جوارديولا عن لاعبيه فى ما يشبه بحالة الإنقاذ للفريق من كارثة كبيرة قادمة ، فكيف واجه جوارديولا الموسم الثانى …!

سوق الإنتقالات
قرر الفيلسوف أن يقوم بعمل حل جذرى للفريق و التعاقد مع عدد من اللاعبين على رأسهم ليروى سانى وكايل والكر و ميندى وإيديرسون و التخلى عن لاعبين أمثال زاباليتا و ………. (شوفها أونلاين) ، بالطبع رأينا ذعر كبير و إنتقادات متواصلة من الجميع لما يشبه بالتهجين المالى و عدم الإرتكاز على الأفكار و هناك من رأى بان جوارديولا يريد لاعبين أمثال شافى – إنيستا – ميسى – ألفيس كى يستطيع تنفيذ رؤيته وهو لا يرى فى الإنتقالات لاعبين أمثالهم فقرر أن يعتمد على عدد كبير من اللاعبين الذي من الممكن أن يتطوروا بأفكار بيب فى المستقبل بالإضافة إلى تصريح جوارديولا الذى صدم الجميع:
” سياستى التدريبية تقتضى تواجد عدد كبير من اللاعبين لصعوبة تنفيذها طوال الموسم فى ظل تواجد مباريات عديدة فى البريمرليج وفى ظل منافسة الستة الكبار و كأسى إنجلترا بالإضافة إلى دورى الأبطال “
مباراة ليفربول و سر الخطط المتعددة
بدأ السيتى الدورى الإنجليزى بشكل إعتيادى ، إنتصارات متواصلة لكنها إعتيادية و فى متناول الفريق إلا أن الوقت جاء لمواجهة ليفربول فى مباراة توقع الجميع أن تكون الغلبة لصالح ليفربول لتفوق كلوب على جوارديولا فى مواجهات كثيرة و لفعالية ليفربول على المرمى وإستفاقة صفوفهم إلا أن جوارديولا قرر مفاجأة الجميع.

رأينا السيتى يقهر ليفربول بخماسية ساحقة ، لم ينتبه أحد سوى إلى الخسارة و لم يلحظ المتابع ما فعله جوارديولا فى أرض الملعب ففى البداية كان يلعب بطريقة 4-2-3-1 حتى يستطيع مجاراة الثلاثى السريع (صلاح-مانى-فيرمينو) ويسيطر على خط الوسط ، لكنه عندما تم طرد ساديو مانى وأصبح ليفربول فريق مهتز نوعاً ما بدأ جوارديولا يغير الطريقة إلى 3-4-3 بإستعمال سرعة الأجنحة فى أن تتعامل ك shadow strickers فى المرتدات على أن يعودوا كأجنحة إعتيادية لحظة تملك الليفر الكرة … رأينا الملعب يمتد و ينكمش على حسب خطط جوارديولا من التنقل بين 3-4-3 و 3-5-2 و 3-6-1 و 4-1-4-1 مما جعل المنافس يعتقد بان جوارديولا يلعب باكثر من 11 لاعب وقد كانت هذه إنطلاقة الموسم بالنسبة للمدرب بيب جوارديولا
” أن تسحق خصم عنيد مثل ليفربول كلوب وتظهر خدعة كبيرة كهذه يستحيل كسرها فهذه أكبر إنطلاقة تستطيع البدء بها”
محورية خط الوسط
طالما علمنا أن خط الوسط هو رمانة ميزان لعب بيب جوارديولا ، ففى برشلونة كانت الغلبة للثلاثى شافى – انيستا – بوسكيتش فى كثير من الأمور و كذلك عندما ذهبت الأمور إلى البايرن رأيناه يحول الأظهرة للاعبين لديهم قدرة على اللعب فى خط الوسط أمثال فيليب لام و ديفيد ألابا … فى السيتى قرر بيب أن يضع محورية غريبة فى خط وسط الفريق فهو لم يجد ثلاثى وسط البارسا المبدع و أيضاً لم يجد ألكانتار أو تونى كروس أو شافى ألونسو فقرر أن يجرب حل جديد وهو المحورية.
رؤية جوارديولا عن تمركز فيرناندينو بمجهوده البدنى الرهيب وقراره بأن يقسم الأمور إلى جزئين:
أولا عند بناء الهجمات :
فى هذه اللحظة كنا نرى كيفن دى بروين و ديفيد سيلفا يعودا للخلف لإستلام الكرة مع فيرناندينو للصعود من الخلف للامام بشكل سريع ومنظم فى الوقت ذاته كعادة جوارديولا ، وجدنا إنسجام رهيب من دى بروين وسيلفا مع الطريقة وشاهدنا ثنائى يحطم أرقام قياسية فى تمرير الكرة بالنسبة للبريمرليج مع تواجد تمريرات حاسمة خارقة من الإثنان.

ثانياً المرحلة الثانية
عند صعود دى بروين و سيلفا للامام كانت المشكلة التى يواجهها بيب فى برشلونة و السيتى أنه يخرج بالفريق للأمام فى مغامرة هجومية خطيرة نرى بها عيوب أهمها أنه يترك لاعب إرتكاز وسط الملعب وحيداً ضعيفاً أمام مرتدات الخصم مما يجعله فريسة سهلة فقرر بيب أن يقوم بتحريك كايل والكر و فابيان ديلف ليقوما باللعب فى الخط الوسط وبالتالى صنع خط دفاع متقدم عن خط دفاعه الإعتيادى بالإضافة لقدرته على الهجوم بثمانية لاعبين دول الإخلال بخط الدفاع.

هكذا إستطاع جوارديولا أن يمتلك خط الوسط من الفريق الإنجليزية ويضعهم أمام خيارات مستحيلة جعلته يقهر الكبار بسهولة حتى رأينا مباراة له أمام تشيلسى يحدث بها موقف غريب جداً :
بعد أن سجل هدف التفوق عليهم ، قرر أن يعطيهم الكرة ليجعلنا نرى تشيلسى فريق عاجزتماماً عن اللعب … بل رأيناهم يتركوا الكرة للسيتى فى رسالة واضحة وصريحة ” لن تستطيع مجاراة طريقتكم ” !
سلسلة الإنتصارات
إقترب جوارديولا كثيراً من تحقيق دورى اللاهزيمة لكنه واجه شبح الخسارة من الليفر
ثم خسارة قادمة من اليونايتد ، على الرغم من ذلك إستطاع جوارديولا أن يحقق سلسلة
تفوق الخمسة عشرة مباراة بدون هزيمة وهذا أمر إستثنائى بالنسبة للدورى الإنجليزى
فى نسخته الحديثة .

هذه الإنتصارات مكنته من تحقيق لقب الدورى بفارق نقاط كبير بالإضافة لتحقيقة لقب كأس الرابطة الإنجليزية لكنه خرج من دورى الأبطال كعادته منذ أن خرج من برشلونة.
تطوير اللاعبين
إستطاع الفيلسوف أن يعتمد على تطوير لاعبيه بدلاً من التعاقد مع لاعبى الصف الأول فى عالم الساحرة المستديرة ، رأيناه يقوم بتطوير سترلينج الذى ساء مستواه فى عامه الاخيرة مع الليفر والعام الاول مع السيتى ثم رأينا ليروى سانى الذى أعطاه بيب لمسة سحرية لنراه يتحرك فى الملعب كالغول الذى لا يتوقف أبداً مروراً بالحارس إيديرسون الذى حقق دقة تمريرات تصل إلى 92 % ثم كايل والكر الذى أصبح يمتلك قدرة على تسجيل الأهداف و الصناعة !

السقوط المستحيل (مباراة خرافية من الليفر) دورى و أبطال
القصص الجميلة لا تمر بنجاح على جميع المستويات إلا فى ظروف نادرة ، كذلك فى عالم كرة القدم لاتستطيع تحقيق كل شيئ إلا فى أعوام نادرة كما حدث مع برشلونة 2009 و الإنتر 2010 … سلسلة إنتصارات جوارديولا تحطمت أمام ما يسمى شبح المستحيل
عندما علمنا أن السيتى سيواجه الليفر فى الدورى والأبطال أصيبت جماهير الليفر بالذعر الكبير مما يقدمه بيب مع فريقه وظن الجميع أن نهاية موسم ليفربول باتت قريبة جداً .. لكن يورجن كلوب قرر فجأة أن يعطينا هدية الموسم ويقدم حسابات خرافية لكيفية قهر بيب جوارديولا بفريقه الخرافى ، رأيناه يضع فينالدوم رقيباً ملتصقاً باللاعب دى بروين ويوقف خطورته تماماً ثم رأينا الثلاثى الامامى يقدم ضغط عالى بتضييق المساحات بشكل خرافى أمام السيتى مما أصاب لاعبى السيتى بالإختناق الذى منعهم من التمرير ففقدوا الكرة وقتلهم ليفربول بالرباعية ثم تكرر الأمر فى دورى الأبطال كى يصبح كلوب هو المدرب الوحيد فى البريمرليج الذى قهر جوارديولا دون أن يغير خطته فى الملعب إلى ثلاثى فى الدفاع فقط فعلها المدرب المجنون بطريقة 4-3-3 ومدرسة الضغط العالى كما يجب أن تكون.
خرج الفيلسوف من هذا الموسم عليه غبار الفشل الأوروبى لكن جماهير السيتى سامحت ما حدث بسبب الأداء الخرافى الذى قدمه فريقهم فى الدورى و الإنتصارات المذهلة التى حققها الفريق فى ذلك الموسم.
تذكر أن مقال هذا الموسم ستتأخر حتى نهاية الموسم
فلسفة جوارديولا السحرية
في عالم الساحرة المستديرة هي سلسلة مقالات تشرح كيف بدأ بيب جوارديولا في منظومة التدريب، وتأثيره في منظومة الكرة الحديثة، وتطويره لمعظم أساليبها وصياغته لما يسمى بـ ” فلسفة بيب” التي حطمت الخصوم وجلبت العديد من البطولات وأصبحت طريقةَ لعبٍ محبوبة لدى الجميع، طريقة تُجبِر الخصم على الاستسلام التام…