من المتحكم هنا؟ حياة في جسدين مختلفين
هل فكرت يومًا أنه بإمكانك أن تنام ثم تستيقظ فتشعر بأن مشاعرك ورغباتك وأفكارك كلها قد تبدلت تجاه الأشياء؟ حتى أن عواطفك الراسخة تجاه من حولك قد تغيرت؟ قد أصبحت شخصًا آخر، كل تلك الأفكار لم تكن محض التفكير قبل عقود ولكن بعد الدراسات التي أُقيمت عن عمليات زراعة القلب والتي درست حالة المرضى بعد إجراء العمليات أصبحت تشغل عقول الكثير.
تمت أول عملية زرع قلب في التاريخ في المركز الطبي لجامعة ميسيسبي في مدينة جاكسون عام 1964، حيث قام الطبيب جيمس هاردي بزرع قلب شمبانزي للمريض بوجد راش في محاولة إنقاذه حيث كان يحتضر، ولن بوجد توفى بعد 90 دقيقة من العملية، وبالرغم من الانتقادات التي وجّهت للعملية بعدها إلا أنها قد فتحت الأبواب لإمكانية نقل قلب من إنسان إلى إنسان، وفي عام 1967 قام الطبيب الإفريقي كريستيان برنارد بأول عملية ناجحة لزرع القلب من إنسان إلى إنسان، عملية زرع القلب ليست بالضرورة معناها أخذ قلب انسان من صدره وزراعة قلب مكانه، ولكن في بعض الحالات عندما يكون قلب المتبرع صغير أو جسم المُلتقى كبيرًا جدًا يقوم الجرَّاح بزراعة القلب الجديد بجانب القلب الأصلي وعندها سيكون هناك أمل لدى المريض في إعادة تنشيط قلبه الأصلي في حالة أنَّ جسمه لم يتقبَّل بأية حال العضو الجديد حتى بأدوية تثبيط المناعة، إن الفكرة الثابتة عن القلب هي أنه مضخة للدم فقط ولكن حاليًا، يمكن التخلي عن هذا المُعتقد للأبد، بل من المُحتمل أن القلب قد يأخذ دور الدماغ مستقبلًا.
الكثير من القصص لأشخاص قاموا بعمليات زراعة القلب وقد لاحظوا تغييرًا جذريًا في أفكارهم ورغباتهم ونفسيتهم، من تلك القصص قصة كلير وهي إمراه عمرها 47 عامًا، أصيبت كلير بارتفاع ضغط الدم وأشرفت على الموت، وكان من حُسن حظها أنه صادف في نفس الوقت أن تيم وهو شاب عمره 18 عامًا قد مات في حادث دراجة نارية فأخذوا قلبه ورئتيه وزرعوها لكلير، بعد العملية أحسَّت كلير أن نبضات قلبها قد تغيرت وهذا متوقع بعض الشيء ولكنها أصبحت تشتهى مشروبات وأطعمة لم تكن تحبها من قبل مثل البيرة والدجاج وأصبحت كلير تشعر أنها رجل وليست إمرة وبدأت تميل نحو النساء، وبدأت كلير تحلُم باستمرار بشاب تشعر أنه كان صديقًا لها وأنها ستبقى معه للأبد وبعد بحث مستمر لكلير عن الشاب الذى كانت تحلم به عرفت أنه تيم وعرفت أيضًا أن تيم كان يُحب البيرة والدجاج من أسرته.
وقصة أخرى لزوجة تقتل زوجها لتُخلّصه من حياتة الكئيبة بعد أن فقد إيمانه، ثم ينتقل قلب الزوج الذي كان مازال يعمل لجسد رجل آخر وهو رجل مؤمن التقى هذا الرجل صدفة بأرملة المنتحر، وأحسَّ بأنه يعرفها منذ زمن ولم يستطع كبح مشاعره نحوها وتزوجها بعد فترة، ولكن مع الوقت بدأ إيمان الرجل يتزعزع حتى وصل إلى الإلحاد والكفر وانتحر بنفس الطريقة التي انتحر بها الشاب مطلقًا الرصاص على رأسه.
هذه القصص وغيرها تؤكد أنه من مركز الإدراك والتفكير يمكن أن يكون هو القلب وليس الدماغ هناك آراء أخرى تقول أن كل تلك التغيرات التي تحدث هي محض الصدفة حيث أن المرضى يتناولون كميات كبيرة من البنج وكميات أخرى من أدوية تثبيط المناعة حتى تسمح لجسم المريض بتلقي القلب الجديد وهذه الأدوية تؤدى إلى تغيرات نفسيه وعقلية أيضا، كما أن هذه الحالات لا تستمر لأكثر من عام عندما تستقر الحالة المناعية للمريض، ولكن كل تلك القصص لا يمكن أن نتخاذل عنها حيث أن المريض يتلقَّى DNA من قلب المُتبرع والذي يحتوي على خلايا الذاكرة، هناك أيضا آية في القرآن الكريم تُشير إلى أن القلب ليس فقط لضخ للدم بل ليس فقط مركز للمشاعر والعواطف “أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون به” وهناك أفلام تتناول هذه الفكرة ومنها “return to me”
