أوروبا على قدم وساق

Comments 0

بعد إجراء قرعة دور الـ١٦من دوري أبطال العمالقة أو كما يطلقون عليه دوري أبطال أوروبا، وكعادة هذا العرض من كلِّ عام يخرج أحدُهم من القاعة وعلى وجهِه ابتسامة عريضة ظنًّا منه أن الأمر هينٌ بمواجهة أحد اللقم السائغة في هذا الدور،وعلى الرواق الآخر يخرج الآخر وهو يفكر في حسابات كثيرة إذ أوقعته القرعة في مهمةٍ انتحارية أمام أحد عملاقة القارة، ما بين هذا وذاك يبدأ العد التنازلي لمواجهات منالعيار الثقيل في هذا الدور.

في المواجهة الأولى.. والتيصنفها الكثيرون بأنها القمة في هذا الدور إذ يلتقي فريق ليڤربول الإنجليزي وصيف النسخة الماضية وصاحب الأرقام الجيدة هذا الموسم؛ حيث يتصدر جدول ترتيب الدوريالإنجليزي في صراعِه الشرس مع عمالقة جورديولا، ومنتشي بفوزِه الأخير على فريق مانشيستر يونايتيد أحد أهم العقبات في الطريق نحو العودة للقب الغائب عن الخزائنمنذ أمدٍ طويل؛ حيث يلاقي فريق بايرن ميونخ الألماني الذي يحتل المركز الثالث في الدوري الألماني وهو مركزٌ ليس بالجيد بالنسبة للفريق الذي ظل مسيطرًا على اللقب لأعوامٍ طويلة، ولكن رغم وجودِ بعض الأزمات داخل النادي إلا أنه يمتلك باع وخبرة كبيرة في اللقاءات الأوروبية وخاصةً الأدوار الإقصائية، والتقى الفريقان خمس مرات من قبل.. فاز الليڤر مرة، وعادلها الفريق الباڤاري، وانتهت الثلاثة الأخرى بالتعادل، وهذا يجعل الكفة في المنتصف إلى أن يعلن الحكم نهاية اللقاء بتأهل أحدهم إلى الدور القادم، ورفع عدد مرات الفوز إلى ٢ في جراب أحد الفريقين.

أما عن الصدام الثاني.. فيلتقي فريق أتلتيكو مدريد صاحب المركز الثالث في الليغا خلف برشلونة المتصدر وإشبيليه صاحب المركز الثاني، وكان محاربو سيميوني صاحب فلسفة “الدفاع أفضل وسيلة للهجوم” قد واجهوا العام الماضي بعض الصعوبات في التأهل لهذا الدور وخصوصًا بعد الهزيمة الثقيلة أمام بورسيا دورتمورند برباعية نظيفة، ولكنه صحح المسار وتخطى هذا الدور إلى أن أوقعته القرعة في مواجهة واحدٍ من أقوى الفرق الأوروبية ألا وهو يوفنتوس الإيطالي صاحب اللمسة السحرية فيسوق الانتقالات بخطف نجم ريال مدريد السابق كريستيانو رونالدو ويتصدرفريق يوفنتوس الكالتشيو كعادته، ولذا وصف البعض هذا اللقاء بلقاء عمالقة الدفاع في أوروبا.

وجاءت المباراة الثالثة بين نادي شالكه الألماني الذي يقع في المركز الثالث عشر في البونذيليغا هذا العام، ويعاني في كافة الخطوط من الغيابات طويلة المدى،حيث يلاقي العملاق مانشيستر سيتي الذي يقوده الفيلسوف بيب جورديولا، ويحتل السيتي المركز الثاني في الدوري الإنجليزي خلف ليڤربول المتصدر، لذا فإن المباراة علىالأوراق منتهية ولكن كرة القدم لا تعترف بالإحصائيات ولا يجوز الحسم فيها إلا مع صفارة الحكم.

وجاءت المواجهة الرابعة نارية حيث يلتقي باريس سان چيرمان بهجومه الكاسح وتصدر معتاد للدوري بفريق مانشيستر يوناتيد الذي بدأ تسرب الخطر إلى داخل جدرانه بإعلان مورينيو الرحيل، حيث أن الأمور تشير إلى خطر قريب، ولكن رغم ذلك.. فإن الفريق يمتلك عناصرَ جيدةًللغاية في كل الخطوط بدايةً من حارس المرمي ديڤيد دخيا مرورًا بخط الدفاع والوسط، وصولًا إلى لوكاكو وراشفورد،لذا فإن هذا اللقاء صعب التكهن بنتيجتِه على الإطلاق.

وتُستكمل اللقاءات النارية بلقاء توتنهام الإنجليزي والذي تحسّن آداءُه بشكلٍ كبير مقارنةً ببداية الموسم حيث يواجه بورسيا دورتمورند، والذي رشحه الكثيرون للوصول بعيدًا في هذا النسخة نظرًا لتصدره الدوري متفوقًا على غريمِه التقليدي بايرن ميونخ ويقدم آداءً أكثر من رائع هذاالعام.

أما عن بقية المواجهات فيلتقي برشلونة الإسباني والمرشح الأبرز للفوز باللقب هذا العام بنظيره ليون الفرنسي في مواجهةٍ صعبة على الفريق الفرنسي في ظل عودة ديمبلي لحسِّه التهديفي ووجود ليونيل ميسي في أرض الملعب يحتاج ليون الكثير من الخطط لمواجهة ميسي بشكلٍ خاص وبرشلونة بوجهٍ عام…
 فهل تصمد جدران ليون لـ١٨٠ دقيقة أمام عملاقة كاتالونيا؟

وعلى الجانب الآخر يلتقي فريق ريالمدريد الإسباني بفريق إياكس الهولندي والذي يقدم مردودًا جيدًا جدًا هذا الموسم وخصوصًا على الصعيد الأوروبي، بينما فريق ريال مدريد وبعد سلسلة الهزائم في عهد لوبتيجي القصير وابتعاده بشكلٍ كبير عن المنافسة المحلية، لم يبقَ أمامه سوى التتويج الرابع تواليًا بالبطولة المحببة إلى خزائنه للفوز بها لضمان عدم الخروج بجراب خالي من الالقاب في هذاالموسم الصعب من هذا الموسم الصعب.

وتأتي المواجهة الأخيرة بين فريقي روما الإيطالي (ذئاب العاصمة)، وفريق بورتو البرتغالي في لقاءٍ قوي حيث يرغب الفريقان في العودة للأمجاد الأوروبية من جديد.

وقد حدد الاتحاد الأوروبي أيام(١٢-١٣-١٩-٢٠) من شهر فبراير موعدًا للقاءات الذهاب، وأيام (٥-٦-١٢-١٣) موعدًا لملاحم الإياب.

في هذا الدور تحديدًا يقف الجميع على قدمٍ وساق، ليتبارى فريقان في ١٨٠ دقيقة فقط تجعل أحدَهم يكمل العرضَ للنهاية،والآخر يتخذ من مقاعد الجماهير ملجأً له لمشاهدة باقي الأبطال في الأدوار القادمة،فمَن سيكون متصدر الكدر في دور الـ١٦؟