ضغط عكسي
عِندما جَاء (يورجن كلوب) إلى ليفربول وَجد انبهار الجَماهير بِطريقة إدراته لِفريق ليفربول، و سَأله أحَدهم عَن السَّبب فَقَال لَه: أنَّ هَذه أحد التَّطورات لِطريقة لِعب كَانت مُسيطِرة عَلى الكُرة الإنجليزية في الثمانينات.
إذا بَدأنا بِالتَّحدث حَول تَطور مَنظُومة الضَّغط العَكسي فِي كُرة القدم :
فِي بِداية السّتينات.. هُولندا وَ الاتحاد السُّوفيتي اقترحوا فِكرة وهي :
أن يَضغَط بَعض لاعبي الفَريق عَلىَ اللاعب الذى يَمتلِك الكُرة .. بالطَّبع سَتذهب بِعقلك إلى سُؤال مهم . هَكذا سيتركونُ المِساحة لِبعض لاعبي الخِصم دون أيّة رِقابة فى الملعب؟!
بِالطَّبع سيحدث ذلك لَكِنهم لم يَروا أنَّه أمرٌ مُهم، لِأن اللاعب الذي يَحمِل الكُرة سَيَتم وَضعه تَحت ضَغط عالِ، وَ بِهذا لن يَقدر على تَمرير الكرة لِأصدقائه بِنفس الدِّقة الَمطلوبة، وَ أصبَحت هذه الطَّريقة هي أحَد الضَّرورِيات فِي كُرة القَدم، وَ خُصُوصاً الكُرة الإنجليزية.
بَعدها تَم تَطوير مَنظومة الضَّغط العكسي بِشكل يُعطي أوَاِمر للاعبين بِسُرعة استِعادة الكُرة مِن الخِصم بَعدِ خَسارَتها فورا،ً لَأنَّ اللاعب الذي قَطع الكُرة يَكون هَدف سَهل لأنّه بّذل مّجهوداً فِي استِعادة الكُرة، وَ لم يَأخذ الوَقت الكافي لِتَحديد أمَاكن تَمَركز أصَدقائه فِي المَلعب .
فِى هَذه الحالة بَدأنا نَرى آراء عديدة :
الرأى الأول:( يوب هاينكس مدرب بايرن ميونخ ) : قرَّر أن يُرسل لاعِب وَاحد فَقط ليضغط عَلى حَامِل الكرة، و يَأمر بقية اللاعبين بِأن يُراقبوا خِيارات التَّمرير المُحتَملة .
الرأى الأول:( يوب هاينكس مدرب بايرن ميونخ ) : قرَّر أن يُرسل لاعِب وَاحد فَقط ليضغط عَلى حَامِل الكرة، و يَأمر بقية اللاعبين بِأن يُراقبوا خِيارات التَّمرير المُحتَملة .
أمَّا ( يورجن كلوب ) المَعروف كَعادته بالأفكَار المَجنونة، فيَبحث دَائماً عَن مُحاصرة حَامِل الكُرة لذلك نَرى أنَّه يُريد دَائماً إمتِلاك لَاعبين لَدَيهم السًّرعَات الكافية مثل : محمد صلاح و ساديو مانى و روبيرتو فيرمينو.
وإذا ذَهبنا للحَديث عَن ( بيب جوارديولا ) _أحَد فَلاسِفة كُرة القَدم فِي العَصر الحَديث _ فسنَجده يُفضل القَضاء عَلىَ خيارات التَّمرير عَلى حَامِل الكُرة بِشَكل تَام .
جَميعها طُرق تُعبر عن نَوايا أصحَابها، لَكن تِلك الطُّرق تَحتاج مُواصَفَات مُعينة مِن اللاعبين كَي يَستَطيع المُدرب تَطبيق الطَّريقة، على رأسِها السُّرعة العَالية كَي يَستطيع إرباك لَاعب الخصم، وَ إنهاء المُرتدات في أسرَع وَقت مُمكن .
و إذَا حَاوَلنا البَحث عَن طُرق نَجاح هَذِه الطَّريقة فَلَدينا أحَد الأرقام الرائعة فِي العَشر سَنوات الأخيرة بدَوري أبطَال أوروبا، فقد هَبطت نِسبة تَسجيل الأهدَاف مِن هَجمة مُرتدة إلى النِّصف .
نَتفق أو نَختلف عَلى هَذه الطّرق، لَكن لا يَختلف إثنان عَلى أن فِكرة الضّغط العكسى هي ” هوس ” يتَملَّك بَعض المُدربين، ويَأخذهم لِتقديم أفكَار عَبقرية تَتصف بالجُنون أحياناً، لكِنها تُعطينا المُتعة التي نَطلُبها دائماً مِن كُرة القَدم الحديثة.