لا بأس بقليل من الفشل الصحي!

Comments 0

«في أقصى درجاتِ الفشل، أنت في أقوى حالاتِك». إن الانكسارات والفشل هو واقع حتمي لا بد أن تمر به في مرحلة ما من حياتك، ولكن الأمر ليس بهذا السوء. إن لم تفشل فأنت لن تتذوق للنجاح طعم، وإن لم تتعثر فلن تتعلم كيف تنهض وتواصل الطريق. لذلك لنقل أن جرعة من الفشل الصحي لن تضر، في هذه الحالة ندرك بطريقة ما أنه ليس لدينا ما نخسره أو تزيد الجرأة على خوض تجارب جديدة ربما قد لا نملك المقدرة الكافية على خوضها في الحالات العادية.. وهنا تأتي كلمة الفصل بين العقول السلبية والعقول الإيجابية، حيث يقرر صاحب التفكير السلبي أن يتخذ قراراتٍ من نوع.. لن أحاول فقد فشلت وانتهى الأمر، أما صاحب القرار الإيجابي فإنه يبدأ باتخاذ قرارات قد تبدو جنونية، ولكن ذلك يكون نتاج لشعور داخلي بأنه قد خسر كل شيء فالمزيد من الجنون قد يصيب. ولا يصادف أن الجنون قد يصنع النجاح أو قد ينجِّي من الفشل، فالشيء يحدث وليد الصدفة، ولكن إن تحققت أطراف المعادلة فإنه قد يؤدي إلى النتائج الحتمية وهي تخطي الألم والفشل بل وربما التميز عن الآخرين. «لا شكَّ أن الفشلَ والفقد هما بلاءٌ مِن المولى -عزَّ وجلَّ-، فسبحان مَنْ يراك تميلُ، فيبتليك لتستقيمَ». إن صاحب العقل الناضج أول ما سيأتي إلى عقله في حالات البلاء هو العودة إلى كنف ربه، وإن كنت من أولئك الذين يغلقون النوافذ ويمضون الوقت في الظلمات أو يدخلون في حالات الاكتئاب فعليك أن تعيد حساباتك مع الله. على الجانب الآخر إن الفشل بجميع أنواعه يدفعك إلى خوض المزيد من التجارب الجديدة، بثقة أكبر، فالأمر يشبه اكتسابَ مناعةٍ ضد الألم بعد أن تتجرعه. وهو ما يفتح أمامك آفاقًا جديدة تجعلك ترى الأمور بشكلٍ مختلف أكثر. إذًا لنقلْ أن الأمر يتطلب أن تعودَ إلى كنفِ ربك أولًا ومن ثم  رَغم كل شيء باتخاذ خطواتٍ فعلية في حياتك الجديدة. وعندما يعافيك الله، تذكر يا صديقي أن الندم ممنوع وتأكد أنك عشت أفضل أقدارك.. «كلما كان القرارُ نابعًا مِن عقلِك تعلمْتَ أكثر». لذلك عليك أن تحكم السيطرة على الدوائر في حياتك وتتأكد دائما أنك المسيطر الوحيد على كل التفاصيل داخل الدائرة. فلا تسمح لأحد بأن يؤثر على قرارك أو أن يتخذه عنك. إنها حياتك ومنحتك من الله وعندما تراه حتما سيتبرأ المُتبَع من التابع.. إنها الفطرة يا صديقي. وتذكر دائمًا أنه ما دام قلبك بالحياة نابضًا فهناك دائمًا طريق وهناك دائمًا قصةٌ ما تنتظر أن تُسطَّر خطوطُها بيدك، فلا تتكاسل ولا تسمح لليأس بالنيْل من كل وقتك. ولا تُكرِه نفسك على التظاهر بالقوة فتنهار! بل أحسِن عليها واسمح لها بالحزن واسمح لها بالبكاء، ولكن لا تدع الأمر يستغرق الكثير من الوقت… وكن دائمًا نِدًّا لقراراتك وتحمل نتائجها كافة، وبكل شجاعة اعترف بالخطأ إن وقع، وبكل نفس راضية قدم الاعتذرت واالصفح، فهذا لا يقلل من شأنك على الإطلاق بل إنه يرفع ويزيد. وقِس على ذلك كل كبيرة وصغيرة في الحياة من المستحيل أن تسير على وتيرة واحدة، لا يمكن أن تكون كلها انتصارات. ومن بين كل الدوائر عليك أنْ تفهمَ أنَّ علاقتَك بالآخر تحت أي مسمى كان نَسَبُه إليك لا يقاس بالمعادلات يا صديقي بل بالمودة والصفح، فحافظ على روحك صافية نقية وحافظ على علاقتك بالناس على أن تكون طيبة سيرتها حسنة.