في رحلتها من المعاناة إلى النجاح ماذا فعلت إيمي بوردي ؟

Comments 0

” مَن يَقُول أنَّه يَستَطيِع، ومَن يَقُول أنَّه لا يَستَطيع، يَكُون كِلاهُما فِي العَادةِ مُحِق ” . العَديدُ مِن أبنَاء جِيلَنا اليوم يَحلُمُ فقط. والبَعض يَرَىَ أنَّ النَّجاح حَتماً سَيَأتِي يَومًا، وَلَا يَعلمُ أنَّ عَليه  قَطع الكَثِير مِنَ الطُّرق كَي يَصِلَ إِلَيه، وأنَّه لَن يَأتيَ إِلا إِن ذَهَبنَا نَحنُ إِليه. جَميعُنا نَنظُر إلىَ الحَيَاة كَبحرٍعَميق مَالِح لَم نَتَمكَّن مِنَ الغَوصِ فيه، لَكِنَّها طَرِيق طَوِيل لَيسَ بِه وَسِيلَة مُواصَلات تَحمِلُكَ فِي رَاحةٍ إِلى هَدَفِك المَرغُوب.. أنتُ وَسيلَتَكَ الوَحيدة، وَعَلَيكَ أن تَتَحمَّل مَشقَّات وعَوَائق هذا الطَّريق، وَحِينَها لَن يَبقىَ مَعك سِوَى إِرَادَتَكَ، فِإن آمَنت بِنَفسِكَ؛ اجتَزتَ كُل مَا هُو شَاق .
  فِي العَادة كُل مَا يَحدُثُ لَنَا يَشُّدنا نَحوَ البِدَايةِ، حَتما سَيَحدثُ مَا يُعرقِل المَسِير، مَا يَجعَلنا نَقِف تَائِهين وأحيَانًا يَحدثُ مَا يَسلب مِنا الإيمَان بالحَيَاة ويَجعَلنا نَفقِد إِرَادَتَنا شيئاً فشيئًا فَلا نَستَطِيع حَتى الحَبو، لَكن حِينَها سَنُدرك أنَّ تِلكَ البِدَاية وأن كُل مَا مَضَى تَدرِيبَات إِلَهِية لِتُمَكِننا مِن ِالنُّهوضِ والإسرَاع نَحو الأَحلَام التي طَالمَا حَلُمنَا بِها؛ لِتَعلَمَ جَيّداً أنَّ وُجُوُدكَ عَلَى هَذهِ الأَرضَ لِسَببٍ مَا، وأنَّ هُنَاك شَئ خُلِقتَ لَهُ ومِن أَجلِه وَلَم يَستَطع فِعلَه سوَاك، وَلَيسَ عَليكَ سِوى البَحث عَنه ومِن ثمَّ تَحقِيقه .

     تِلكَ التي أُصيبت بالتِهابِ السَّحايا الجرثومي وخَسَرَت طُحالِها، كُليَتَيها، السَّمع فِى أُذُنِها اليُسرى، وسَاقَيها أسفَل الرُّكبة بِمَ عسَاهَا أن تَحلُم، وبِمَاذَا تُحَقِق أحَلامَها ؟ هَل بسَاقيها المَفقُودَة ؟ّ!   نعم.
   إنها (إيمي بوردي)، التي طَالَما حَلمت بأن تَتَجول حَولَ العَالم، وأن تَتَزلَّج الجَليد. الَفتَاة التِّى كَانَت أحلَامَهَا تَكبُر مَعَها، التى تَنظُر إِلَى الحَياة كَرِحلة تَستَحِق المُغَامَرة لَكِن تُفَاجِئهَا الإعَاقَة، فَتَظَهر الحَياة بِوَجهها المُظلِم كَمَا لَم تَظهَر مِن قَبل..المَسامِير التي تُلقي بِها الرِّياح أمامَنا كَي نَخَشَى وَنَعُود مِن حَيثُ أَتَينا، العَوَاصِف التى تَهُب في رَبيع العُمر لِتَجعَلنا نَلتَفِت وَنَرجِع للوَرَاء، الوَقت الذي تَتَحَطم فيه الأحلام وَتُصبِح الأمنيات مُزعِجة، فَنَشعُر أننا كَأرضٍ، وأنَّها سَمَاء لم نَستَطِع حتَى مَدَّ النَظَرِ نَحوها لأننا فَقَدنَا القُدرة عَلَى الطَّيّران .

    لَم يَكن أبدَا الاستسلام الطَّريق الذى سّلّكته إيمى .” إذا كانت الحياة كتابًا ، وأنا كنت المؤلف ، كيف أريد للقصة أن تحدث؟ ” هذا السُّؤال الذي طَرَحتهُ فِي نَفسٍها وَحدَّد مَصيرها، فاختَارَت التَّحدِّى والمُثّابَرة والحُلم مَرَّة أخرَى . كَانَت تَحلٌم بِروح فَتاة صَغيرة لا تُريد مِن الحُياة سِوَى الحَياة. لم تَختَر الاستِيطان بَينَ الأحزان، لكّنها بَدَأت فَصل جَديد مِن حَيَاتَها قَد كَتَبت قِصَّته بِيدها، و حِينّها قرَّرَت أن الرِحلة سَتَبدأ وَوَجدت أن كُل مَا وَصَلَت إليه لَم يَقُودها قَط للنِهاية، وإنما للبِدَاية .

   إيمي بوردي الفَائِزة بِجائزتَي كَأس العَالم، والِميدالية الفِضِّية كَأكثر أُنثى مُتَكيفة تَتَزلج عَلى الجَليد فى العالم تقول : ” إِن حُدودَنا والعَوَائِق التى تُوَاجِهنا بِإِمكانِها أَن تَفعَل شَيئَين فقط: إِما أن تُوقِفنا فِي مُنتَصفِ الطَّريق أو تّجعّل مِنا مُبدِعين ..  أَرجل اصطِنَاعية جَعَلَت مِن إيمي بوردي ما أرادَت أن تَكون عَليه، فَمَاذا عَنك ؟ حَانَ الوَقت أن تَسأَلَ نَفسَك ” إذا كَانت الحَياة كِتابًا، وأنا كنتُ المُؤلف، كَيفَ أُريد للقِصةِ أن تَحدُث؟